تعالت صيحات رواد الفضاء الأزرق ومدوني جدرانه، إثر حادثة السير الأخيرة التي أودت بحياة أربع طالبات بأكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، فيما لا زالت الخامسة وهي الناجية الوحيدة من الحادث ترقد بغرفة العناية الفائقة، وذلك في الطريق الرابطة ما بين بوزنيقة والدار البيضاء. مأساة وفاجعة طالبات طموحات في عمر الزهور، حركت بركة المياه الراكدة بخصوص حوادث السير المميتة، والتي لا زالت آلياتها تحصد المزيد من الأرواح، رغم إقرار ترسانة من القوانين الزجرية، ورغم الرفع من قيمة الذعائر والغرامات المالية، لعل وعسى أن يكون الإضرار والمس بالجيوب مدخلا للالتزام بقانون السير وعدم التهور أثناء السياقة، والحد من حرب الطرقات، وتجفيف الدماء المهدرة على الإسفلت. ولذلك، يدعو مهتمون بالسلامة الطرقية السائقين إلى توخي الحيطة والحذر، قبل امتطاء السيارة أولا، وأثناء السياقة ثانيا، إذ ينبغي مراقبة الحالة الميكانيكية، من خلال مراقبة الأضواء والعجلات والنوابض وصفائح الفرملة ومستويات السوائل " زيت الفرامل، زيت المحرك، سائل تنظيف مساحات الزجاج، البطارية، سائل التبريد"، مع تثبيت المساحات، وتنظيف المرايا العاكسة، بالإضافة إلى مراعاة سلامة مصابيح الإنارة واشتغال أجهزة التحكم في الأضواء، ناهيك عن توفير الرافعة ومثلث حالة الطوارىء والتأكد من ضغط العجلات بما فيها العجلة الاحتياطية، ووضع الأمتعة في الصندوق الخلفي للسيارة دون تجاوز المسموح بها، علاوة على أن يتمتع السائقون بقسط وافر من الراحة درءا للتعب الحاصل أثناء السياقة، حتى تتوافر ردود الفعل الملائمة لمختلف الوضعيات المرورية المستجدة، فضلا عن تجنب تناول الأدوية المؤثرة على قدراتنا الجسدية والنفسية والعقلية والعصبية. يذكر أن احتياطات تمت الإشارة إليها في منشور سابق للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير دعت إلى ضرورة تحري الجلوس السليم وراء المقود، والتزام استعمال حزام السلامة، وإلزام المرافقين بوضع أحزمتهم، وتفادي استخدام المحمول أثناء السياقة، ولزوم الاستراحة على رأس كل ساعتين، وذلك بالتوقف قبل استئناف السفر، واحترام تحديد السرعة وعلامات التشوير، وتفادي التجاوز المعيب ، والحفاظ على مسافة السلامة مع السيارات السابقة واللاحقة.