تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعالياتها للجمعة الخامسة عشرة على التوالي في جميع محافظات قطاع غزة، فيما تجري الاستعدادات للمشاركة في "جمعة موحدون من أجل إسقاط صفقة القرن"، في إشارة إلى خطة التسوية التي تعدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، الجماهير الفلسطينية، للخروج والمشاركة في الفعاليات التي ستبدأ اليوم الساعة الرابعة والنصف عصرا في جميع مخيمات العودة المنتشرة شرقي القطاع. وأوضحت الهيئة، أن الشعب الفلسطيني "يجسد اليوم وحدة الموقف الفلسطيني في وجه ما يسمى بصفقة القرن، التي تسعى واشنطن لتسويقها في المنطقة العربية كمدخل لتصفية القضية وخلق عدو بديل أو ملهاة للعرب، لينشغلوا بها بدلا عن العدو الأساسي والوحيد؛ وهو العدو الصهيوني". وأضافت: "لذلك نواصل خروجنا بمسيرات العودة، وندفع من دمنا الأثمان الباهظة تصديا لصفقة القرن ومروجيها، وحماية لحقنا في العودة وكسر الحصار الظالم على أهلنا في القطاع"، مؤكدة "استمرار مسيرة العودة كأداة نضال جماهيرية قوية في مواجهة صمت العالم عن حقوقنا ومعاناتنا، وعن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الأعزل". ونوهت إلى فشل الاحتلال في محاولته صرف الفلسطينيين عن المشاركة في المسيرات، وذلك عبر محاولاته المتكررة "لتشويه صورة هذه المسيرات، واستمرار القصف الليلي على غزة لإخافة الناس"، محذرة الاحتلال "من محاولات التصعيد، وطالبت الدول العربية والإسلامية والهيئات الدولية، بالوقوف في مواجهة المحاولات الصهيونية الإجرامية لخلط الأوراق عبر التصعيد العسكري العدواني ضد المدنيين". كما أدانت الهيئة، "التصريحات ودعوات التطبيع مع العدو كافة، التي تصدر عن بعض الدول والمسؤولين فيها"، معتبرة "التطبيع مع العدو؛ طعنة للقضية وللشعب الفلسطيني وللمقدسات وللقدس والأقصى". من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار للجمعة 15، يعني أن هناك التفافا شعبيا واضحا بمختلف مكوناته حول تلك المسيرات". وشدد في حديث خاص ل"عربي21″، على أن الشعب الفلسطيني "سيواصل هذه المسيرة النضالية الجماهيرية، حتى تحقيق أهدافها بتثبيت حقوقنا وكسر الحصار عن قطاع غزة". وأكد قاسم، أن تواصل فعاليات مسيرات العودة، يظهر "فشل إرهاب الاحتلال؛ عبر القتل والإصابة والقصف، في منع أو قمع هذه المسيرات"، لافتا إلى أنه "في كل مرة يكون الرد الفلسطيني على القمع والإرهاب الإسرائيلي، بمزيد من الالتفاف والمشاركة في المسيرات". وأوضح المتحدث باسم "حماس"، أن "مسيرات العودة اليوم، تؤكد تمسك شعبنا بكل ذرة تراب في فلسطين، وهي امتداد لنضال شعبنا في كل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخاصة في هذه الأيام في الخان الأحمر، حيث يناضل أبناء شعبنا هناك متمسكين بأرضهم ضد سياسة التهجير الاحتلالية". وتدخل مسيرات العودة أسبوعها الخامس عشر، وسط استمرار حالة التوتر بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استمرت في عدوانها على الفلسطينيين، في الوقت الذي استمر بعض النشطاء في إطلاق الطائرات الورقية والبالونات نحو الأراضي المحتلة، وهو ما تسبب باندلاع الحرائق في العديد من المناطق المحتلة. وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 136 شهيدا، والجرحى لأكثر من 15 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وزارة الصحة التي وصلت إلى "عربي21" نسخة عنها. يشار هنا، إلى أن إحصائية وزارة الصحة لا تشمل عدد 6 شهداء محتجزين لدى الاحتلال، زعمت قوات الاحتلال استشهادهم وما زالت تحتجز جثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة إلى 142 شهيدا، بخلاف عدد من الشهداء قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة الفلسطينية. وانطلقت مسيرات العودة الشعبية في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم إقامة عدد 5 مخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.