أبدى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، استعداد حركته للتعاطي إيجابيا مع كل مبادرة حقيقية تنهي الحصار عن غزة كليا. جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة، الذي نظمته "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" (فصائلية) في مدينة غزة، ويستمر ليوم واحد، بمشاركة قادة فصائل فلسطينية وكتاب وصحفيين، بمناسبة يوم القدس العالمي،الجمعة 8 يونيو. وقال هنية في التصريح ذاته: إن ذلك ممكن ولكن ليس على حساب شمولية القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه "يجب رفع الإجراءات الانتقامية عن سكان قطاع غزة". وأكد أننا "سنكسر الحصار عن غزة وبدون شروط. مسيرة العودة يجب أن تمتد زمانياً وجغرافياً إلى الضفة الغربيةوالقدس". وتابع: "سنعود إلى البحر مجدداً في محاولات أخرى لفك الحصار عن غزة"، في إشارة إلى السفينة الأخيرة التي حاولت الانطلاق من غزة وعرقلتها سلطات الاحتلال. ولفت قائد حماس إلى أن "مسيرات العودة سجلت رغم الحصار والتجويع أن الشعب قادر على المبادرة وبناء وشق الطرق الالتفافية حول كل ما يحاك ضدنا من مؤامرات". وبين أنها أحدثت اختراقات مهمة على الأصعدة كافة، وأحدثت نقلات نوعية على طريق الصراع مع العدو، مؤكدا أن المسيرة مستمرة حتى تعود القدس حرة. وأشاد برد الفصائل على العدوان "الإسرائيلي" الأخير، مبيناً أنه أظهر تكامل المقاومة المسلّحة مع الحراك الشعبي. وقال: "خضنا حروبًا ووقفنا في وجه هذا الجيش الصهيوني، وفي كل مرة كان هناك حرص صهيوني وأمريكي على كسر الإرادة الفلسطينية". كما شدد هنية على ضرورة عدم استعجال قطف الثمار، "ولا نساير بعض المبادرات التي تريد أن تختزل هذا النضال الشعبي"، في إشارة إلى "صفقة القرن". وعن القدس، قال هنية: إن القضية الفلسطينية مُوحِّدة وجامعة؛ لأن فيها القدس، فهويتها لا يغيرها قرار دونالد ترمب بنقل السفارة الأمريكية للقدس. وذكر أن القدس آية من القرآن والعاصمة السياسية لفلسطين وقلب كل الأمة. وحيا دولة الكويت وكل من يقف معنا، وذلك بعد قيادتها معركة في مجلس الأمن من أجل إدانة الاحتلال وتوفير حماية دولية للفلسطينيين في غزة. كما أشاد بإيران، وقال: "نحن نعتز بعلاقتنا بالجمهورية الاسلامية إيران. يوم غد هو يوم صمود ويوم شموخ ويوم عزة. غداً هو اليوم الذي سنقول فيه القدس لنا، لا للظلمة". وعن الأوضاع الداخلية، قال هنية: "نحن مع المصالحة، ولكن يجب أن نبدأها بعمل مجلس وطني وحدوي"، مضيفاً: "المقاومة ومسيرة العودة توحّدان الشعب الفلسطيني، وثقافة التطبيع والاتفاقيات والمفاوضات مع العدو تفرّقه".