صباح الدم المسفوك صباح الجرح المغربي المفتوح على المدى بلا حدود ولا نهاية صباح الدم المسفوك، على الشوارع ورغم كل الدماء التي سالت أمام قبة البرلمان وأمام مقرات الوزارات، في الرباط، وعلى طول وعرض خريطة بلاد الحبايب. صباح طابور ا لشهداء من المهدي، وعروس الجنوب سعيدة المنبهي...إلى شهداء كوميرة كما سماهم حجاج زمانه. صبا ح زنازين الدولة اللقيط .. و كل أنظمة الهوان صباح النفايات الحاكمة وصباح أحمر عليك يا حنظلة ناجى العلى وصباح أحمر على قبرك... ممهور بصوتك وأنت تهتف يا درويش : إن سقطت قربك فخذ بيدي وأضرب بها عدوًك لا مفر حاصر حصارك لا مفر.... منذ بداية حياة الإنسان على الأرض وهو يفكر في طريقة يرضي بها الله وليحصل بها على غفران خطاياه. لقد أرشد الله الأنبياء والآباء قديما إلى وسيلة مؤقتة للكفارة لحين وقت الإصلاح، وهذه الوسيلة هي الذبائح من الخرفان أو الماعز، فالفقراء كانت ذبائحهم عبارة عن فرخي حمام أو يمام. أما النظام الرسمي فلم يجد شيئاً يقدمه للشعب المسفوك دمه على الطرقات، مستعملا في ذلك رجال الأمن والقوات المساعدة “الكلاب الضالة للعنيكري” فتفعل فعلتها في أبناء الشعب من الأطر المغربية المعطلة، فتكسر هياكلهم العظمية بأحذيتها. رغم ذلك فهو يجاهد، ولا يزال يجاهد على طريقته الخاصة محاولا ستر عوراته بخرق ممزقة غير صالحة إلا لاستعمال أحادي في مكان ما. عورات لا يمكن سترها بالتصريحات والمؤتمرات والادعاءات. بينما أمضى أزيد من ألف مواطن مستعدين للتبرع بدمائهم لصالح مستشفيات المملكة السعيدة، وهؤلاء المتبرعون ليسوا سوى معطلي مجموعتي «التجمع المغربي للأطر العليا المعطلة» و«الاتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة» اتفقوا جميعهم على تنظيم حملة للتبرع بدمائهم تحت شعار «دم المعطل في خدمة المواطنين». ويبدو أن أعضاء تنظيمات الأطر العليا المعطلة قد قاموا بإحصاء لمئات اللترات من الدماء التي نزفت من أجسادهم على أيدي قوات الأمن والقوات المساعدة في شوارع الرباط طيلة كل هذه السنوات، ووجدوا أنه من الأفضل التبرع بهذه الدماء على المستشفيات العمومية عوض تبذيرها فوق أرصفة العاصمة. الفخامة والجلالة والسمو للدم المسفوك من أجل الحرية وحقوق الإنسان. ماذا فعل المواطن المغربي لحكامه خلال الخمسين سنة حتى يعامل هذه المعاملة أعطاهم أولاده للحروب وعجائزه للدعاء ونساءه للزغاريد وكساءه لليافطات ولقمته للمآدب والمؤتمرات وشرفاته ومواطئ قدميه للمهرجانات والخطابات طلب منهم الحق في الشغل، فشغلوه بقضية الصحراء، طلب منهم تأشيرة القبول فاخذوا للتحليل دمه المغدور فجأة تبخر الوعد، «وعد النجاة» وتبخرت معه آمال كل تلك الآلاف من الشباب فماذا يتحمل هذا الإنسان المعطل ليتحمل أن يعود إلى أمه في المساء وهو لا يحمل لعائلته وأطفاله أكلة جديدة اوثيابا جديدة، بل قضية جديدة. الحقيقة مادام السفاك العربي، الملهم، الأبدي، سيظل في نهاية المطاف باطحا إياه أرضا ومتربعا على صدره إلى ابد الآبدين. يارب يا مانح الشعر للماعز والصوف للأغنام يا واهب المطر للأرض والماء للشجر لا نريد حرية كاملة، وكرامة بلا حدود، فنحن نعرف حدودنا. ولكن كل ما نريد، ونحن شاكرون ممتنون، قانعون. أسبوع واحد من الكرامة في كل عام... كأسبوع النظافة. والآن اسمحوا لي أن أضع عشرين شريطا لمجموعة ناس الغيوان وأغلق الباب على نفسي حتى الأسبوع القادم سيل سيل يا الدم المغدور تراب الأرض محال ينساك وحوش الغابة ترهبات منك السم فالصحاري جافل منك دم المغدور ما نْسْلّمْ فيه حق الظلوم أنا ما ندوزه يا طاعني من خلفي. . . موت وحدة هي غير خذوني لله...خذوني...