نقل معدات عسكرية ثقيلة إلى المدينةالمحتلة وتنظيم استعراض للوحدات العسكرية بحضور ثلاثة جنرالات إسبان أنهى ثلاثة جنرالات إسبان زيارتهم إلى مليلية المحتلة، بداية الأسبوع الجاري، بعد مشاركتهم في اجتماعات عسكرية بمقر الحامية العسكرية بالمدينة السليبة وحضور استعراض عسكري، أقيم الأسبوع الماضي، بالثغر المحتل. وعلمت «الصباح» أن الجنرالات المشار إليهم يشغلون مناصب هامة في القيادة العامة للجيش الإسباني، أحدهم يشغل منصبا هاما في المفتشية العامة للقوات الإسبانية، والآخران قائدان في قيادة المنطقة العسكرية للجنوب الإسباني. ونقل الجيش الإسباني، على مدى الأسبوع الماضي، معدات عسكرية ثقيلة إلى مليلية المحتلة، في إطار تعزيز الوجود العسكري الإسباني في المدينة السليبة، في استجابة من قيادة جيش المملكة الإسبانية إلى المطالب الاستفزازية للحزب الشعبي اليميني المتطرف، للتصعيد ضد المغرب. وفي خطوة استفزازية تعمدت قيادة الحامية العسكرية بمليلية العبور بعدد من العربات العسكرية التي تسلمتها من قيادة الجيش في مالقا بأهم شوارع المدينةالمحتلة، في خطوة تصعيدية، يرغب من خلالها السياسيون اليمينيون الإسبان وحلفاؤهم في الجيش الإسباني بعث رسائل إلى المملكة المغربية، بعد المطالب التي ارتفعت لتحرير سبتة ومليلية المحتليتن. وعبرت الشاحنات العسكرية، على مدى الأسبوع الماضي، من أهم شوارع مليلية، في سعي إلى إظهار القوة العسكرية الإسبانية، وبعث رسائل إلى المغرب مفادها أن إسبانيا ستعزز وجودها في الثغور المغربية المحتلة ولا ترغب في الجلاء منها. ونظم الأسبوع الماضي استعراض عسكري بمدينة مليلية شاركت فيه وحدات من الجيش الإسباني والحرس المدني، وذلك بحضور قيادات عسكرية إسبانية ورئيس المجلس البلدي بالمدينةالمحتلة المنتمي إلى الحزب الشعبي اليميني، ومسؤولين أمنيين إسبان وعدد من الشخصيات السياسية. وحسب ما نشرت وسائل إعلام إسبانية بالمدينةالمحتلة، فإن الاستعراض العسكري ليس الأول من نوعه الذين يقام بمليلية، إذ ينظم الحرس المدني سنويا في شهر دجنبر استعراضا لوحداته تشارك فيه قوات عسكرية إسبانية. وفي مقابل ما نشرته وسائل الإعلام المحلية بمليلية، أشارت مصادر بالمدينة إلى أن الاستعراض هو عبارة عن تمرين للوحدات العسكرية الإسبانية بالثغر المحتل. ويأتي تنظيم الاستعراض العسكري الذي أعقب نقل معدات عسكرية ثقيلة إلى مليلية، بعد سلسلة تهديدات وجهها رئيس الحكومة المحلية بالمدينةالمحتلة، عقب إقدام مجموعة من الجمعويين بمدينة الناظور على تحرير أحد منابع المياه التي تزود سكان الثغر المحتل بالمياه الصالحة للشرب. ويشار إلى أن القيادة العليا للجيش الإسباني كانت قبل سنوات وبتوجيهات من الحزب الاشتراكي الحاكم، قررت هدم ثلاث قواعد عسكرية بمليلية المحتلة، وتفويتها للقطاع الخاص لإقامة مشاريع سياحية وفنادق، لمنافسة المركبات السياحية التي شيدت في منطقة الريف. وبالفعل هدمت قاعدتان عسكريتان بمليلية، لكن الملاحظ أن مشروع هدم القاعدة العسكرية الثالثة توقف بناء على ملتمس قدمه الحزب الحاكم في المدينةالمحتلة، لتأجيل قرار الهدم، ليكرس بذلك توجهاته المطالبة بتعزيز الوجود العسكري بالثغر المغربي المحتل. ويذكر أن قيادة الجيش الإسباني قررت قبل ثلاثة أشهر إجراء تغييرات على رأس وحدات عسكرية والحرس المدني بمليلية، وذلك في إطار مساعيها لمكافحة تهريب المخدرات، كما أبعدت عددا من العسكريين من أصول مغربية إلى داخل إسبانيا، وهو ما اعتبرته أوساط حقوقية إسبانية تمييزا ضد مسلمي مليلية.