[email protected] مع حلول شهر رمضان الكريم عند المسلمين يحل عند بعض منهم شهر من نوع آخر يكتسي حلة نفسية لمن أراد أن يلبسها، حلة التغيير الخارجي الذي كان يكتسيه طول السنة، فمعظمهم مسلمين كما يظهر، لكن مع الأخذ بالمفهوم الحقيقي للمسلمين والمؤمنين. فهناك الكثير من تراه يستعد لشهر رمضان بملأ المطبخ بجميع أنواع المأكولات والمشروبات، وتراه يختار المسجد الذي سيقرر هذه السنة الصلاة فيه من الفجر إلى الفجر، بدون إغفال أي موعد منها، وكلها في المسجد، هذا في رمضان فقط، وهناك من تراه يتفكر عائلته التي نسيها طول السنة، ليذهب إليها ويتفقدها، وهناك من يتفنن في اختيار جلباب أبيض لتزيين مظهره الخارجي بالأبيض بعدما كان أسودا طول السنة إلى 30 شعبان، ليلة فقط قبل رمضان سيتحول إلى أبيض. وهناك من تراه أقلع عن شرب الخمر واختار الشيشة بدلا منه، وهناك من أقلع عن تعاطي المخدرات واكتفى بتدخين السجارة، وهناك من تحلو له السرقة في رمضان لان معظم الصائمين تصيبهم الدهشة في التسوق ولا يكترثون لجيوبهم التي تتناسل إليها أيادي اللصوص الصائمين. المهم ان هؤلاء الذين يتحولون في رمضان إلى تقاة ورعين سجلهم الذي قد نراه قبل رمضان سجل أسود بأسود. سؤالي أنا، واضح وضوح الشمس، من أين نحن بمثل هذه الضواهر النفسية الخطيرة التي تنخر مجتمعاتنا، ظاهرة النفاق، فما جدوى أن أتغير في شهر رمضان وأتحول من شخص لا يعرف مسارا لمعتقداته الروحية طريقا ولا حتى، وأصبح مؤمنا غيورا على ديني خائفا من ربي فقط في شهر رمضان ومن ثم أعود إلى ما كنت عليه من قبل أضرب للإيمان موعدا آخر إلى رمضان مقبل. بماذا سنسمي هذه الظاهرة، أليست نفاق من طرف شخص لا يعرف شيئا عن ما يفعل رغم أنه والخطير في الأمر واعي بما هو عليه كل الوعي، هل هناك شخص ما غافل عن النواهي والمحرمات في هذا الزمن، بل الكل يعي لكن يتغاضون عنها. هؤلاء يستحضرون الدين فقط عند الحاجة، فتراهم يتجندون في رمضان، أو يتجندون كل مرة مع فلسطين، أو تراهم ينتقدون الغرب، ويسبونه، ويا ريت لان جل هؤلاء يحلمون بالعيش في الغرب، والدين عندهم فقط سلاح يشهره في وجهك في المناسبات، لكن أن يطبقه على أرض الواقع فهذا من المستحيلات. ظواهر هؤلاء الأشخاص كثيرة وان قمنا بتعدادها لن تنتهي، لكن هذه نقطة نظام ودليل قاطع على الكثير من الذين يدعون "تامسلمت" لكن بينهم والإسلام الكثير.