اضطر عدد من المهاجرين المغاربة إلى التخلي عن عقاراتهم بشكل نهائي، بمنطقة سياحية بالناظور، خوفا على حياتهم، بعد أن تعرض بعضهم للعنف وتلقى آخرون تهديدات بالقتل، كما وقع لعائلة مهاجرة بإنجلترا، من قبل جهات، قالت مصادر "الصباح" إنها تنتمي إلى عصابة متخصصة في ترويج الكوكايين. وأفادت مصادر "الصباح" أن أفراد العصابة، سطوا على عقارات المهاجرين واستغلوها في أنشطتهم الإجرامية، مبرزة أن المنطقة القريبة من بحيرة "مارتشيكا" والبحر، تعد منفذا إستراتيجيا لتهريب الكوكايين، والمخدرات نحو أوربا، وأن أفراد العصابة، ولتفادي افتضاح أمر نشاطهم الإجرامي، أرهبوا المهاجرين بعد اقتنائهم عقارات بهذا المكان، لإجبارهم على مغادرته نهائيا، حتى تظل المنطقة خالية من السكان. وآخر ضحايا عصابة الكوكايين، عائلة تقيم بالمهجر، تتكون من زوج وزوجة وخمسة أبناء، يحملون الجنسية الإنجليزية، إذ تقدمت بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالناظور، طالبت فيها بفتح تحقيق في وقائع سطو العصابة على عقارهم، الذي اقتنوه منذ 2003، ويوجد بمنطقة تقع بين شاطئ البحر، وبحيرة "مارتشيكا" ببوفانة. وأكدت العائلة في شكاية لها، أنها في يوليوز الماضي، وبعد عودتها من إنجلترا، فوجئت بمنزلها محتلا من قبل عصابة يقول، سكان المنطقة، إن أفرادها يتاجرون في المخدرات الصلبة، إذ قاموا بسرقة جميع محتويات وأغراض المنزل من أثاث وأفرشة، وعند الاستفسار عن هذه الأفعال، هاجمتهم العصابة بأسلحة بيضاء، وعرضت أفرادها لاعتداءات جسدية خطيرة. وأضافت العائلة في شكايتها أن مسلسل الرعب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تلقوا تهديدات بالقتل إن أصروا على البقاء في عقارهم، ما دفعهم إلى مغادرة المنطقة، خوفا على حياتهم. وأضافت الشكاية أن العائلة المقيمة بإنجلترا منذ 30 سنة، تعرضت للسطو على عقارها من قبل العصابة، لوجوده بمكان راق ومغر، وأن المشتكى بهم يملكون عقارا مجاورا له حولوه ملاذا لطالبي ومنظمي الليالي الحمراء وتعاطي جميع أنواع المخدرات، مشددة على أن هذه الليالي الحمراء يحضرها موظفون ومسؤولون ربطوا علاقات مشبوهة مع أفراد العصابة، ما جعلهم يتمتعون بنفوذ كبير بالمنطقة. واستنجدت العائلة بشرطة بني أنصار، من أجل وضع شكاية في الموضوع، إلا أن رجل أمن فاجأ أفراد العائلة بقوله، إن منطقة "بوفانا" خارجة عن سيطرة الشرطة، ولا يمكن تطبيق القانون بها. من جهة ثانية، أكدت مصادر جمعوية أن مافيا العقار بالناظور تستعمل قوة العضلات وتستعين بنفوذها وعلاقاتها المتشعبة بمسؤولين ومنحرفين، لإجبار ضحاياها على مغادرة المغرب، وعدم العودة له، من أجل التصرف في عقاراتهم، التي انتزعت منهم بطرق عديدة يجرمها القانون. ومازالت شكاية الضحايا الذين غادروا المغرب نحو إنجلترا، برفوف المصالح الأمنية لدى رئيس مفوضية الشرطة ببني انصار، المسجلة بتاريخ 2019/08/29 ، تحت عدد 4693/3101/ 2019بالمحكمة الابتدائية بالناظور. ولجأت العائلة إلى إحدى المنظمات الحقوقية بإنجلترا، حتى يأخذ القانون مجراه في هذه النازلة، واسترجاع عقارها وتوفير الحماية لها كلما حلت بالمغرب.