أوقفت المصالح الأمنية بالناظور، بناء على معلومات لمصالح مديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروفة ب "ديستي"، أول أمس الثلاثاء، أربعة متهمين بترويج الكوكايين وتكوين شبكة تورط أحد أعضائها في محاولة القتل باستعمال مسدس أوتوماتيكي، بسبب تصفية حسابات بين عصابات المخدرات القوية. ووصف مصدر مطلع معلومات مديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي أوقعت بأفراد الشبكة ب "الثمينة"، إذ مكنت من إيقاف المشتبه في ترويجهم الكوكايين "المغشوش" المهرب من مليلية، والذي كانوا يجنون من ترويجه مبالغ مالية كبيرة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن المصالح الأمنية نفسها أوقفت المتهمين بحي تيزيرين بالناظور، ومنطقة تابعة لنفوذ الدرك الملكي، موضحا أن التحريات الأمنية كشفت علاقة قرابة تجمع أحدهم بمسؤول في المنطقة. وأجرت المصالح ذاتها تفتيشا لمنازل المشتبه فيهم، في حين باشرت مصالح أخرى تحقيقات موازية لكشف كل خيوط الشبكة وتفاصيل محاولة القتل ومصدر تهريب الكوكايين الذي يرجح أنه عبارة عن مزيج لمواد كيميائية ظهرت حديثا في الأسواق، وتكلف أفراد الشبكة 10 دراهم للغرام، في حين يتم بيعها بمبلغ 600 درهم للغرام. وأوضح المصدر ذاته أن "ج. ب"، زعيم الشبكة، صدرت في حقه عدة مذكرات بحث وطنية تتعلق بترويج الكوكايين ومحاولة القتل العمد باستعمال السلاح الناري، إذ أصاب شابا، في الآونة الأخيرة، بعيار ناري بسبب صراع حول مناطق النفوذ، ونقل المصاب إلى المستشفى الحسني، حيث أخضع لعملية جراحية مستعجلة أنقذت حياته. وذكر المصدر نفسه أن شبكات الكوكايين اختارت، في الآونة الأخيرة، أحياء إقليمالناظور لإغراقها بنوع مغشوش وتخفيض ثمنه للإيقاع بأكبر عدد من الشباب، ومنهم المنتمون إلى الفئات الفقيرة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن أحياء بعينها فاق فيها ترويج الكوكايين باقي أنواع المخدرات، ومنها مناطق ببني أنصار وفرخانة ووسط الناظور والملاهي وضواحي المدينة، إضافة إلى سلوان والعروي… وكشف المصدر ذاته أن جمعية حقوقية سبق لها أن دقت ناقوس الخطر من انتشار الكوكايين بالمنطقة، خاصة أن شركة إسبانية تخصصت في إنتاج مواد كيميائية يتم مزجها بكميات قليلة من المخدرات القوية، ما ينتج عنه مزيج يتميز بتأثيره على المدمنين وسرعة انتشاره بين فئات عديدة. وأوضح المصدر نفسه أن المصالح الأمنية في جل الأقاليم المحاذية لمليلية وسبتة أعلنت حالة تأهب لإيقاف مروجي الكوكايين، لكون السوق أصبح يغري هذه الشبكات باستقطاب مروجين غير مشتبه فيهم، كما أن تحريات كشفت وجود علاقات متشعبة لأعضاء الشبكات الذين يحرصون على ممارسة طقوس غريبة تبدأ بالكوكايين وتنتهي بالجنس، مشيرة إلى أن أغلب المروجين تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و26، بعضهم من ذوي السوابق القضائية، ويتقاضون مبالغ مالية مهمة، وأغلبهم يملك سيارات فارهة أو دراجات نارية من الحجم الكبير لا تتوفر على وثائق الملكية.