تشهد مدينة الحسيمة هذه الأيام، انتشار عدد كبير من المشردين والمشردات، يجوبون شوارع وأزقة المدينة في عز فصل الشتاء الذي تميّز هذا العام بفصل قار شديد البرودة ناتج عن احتباس المطر. واللافت أن هؤلاء المشردين يبيتون في عراء شوارع المدينة وبين أزقتها بحيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، إذ تراهم يعانون من شدة البرد والصقيع، دون أن يلتف إليهم أي أحد من مسؤولي المؤسسات المختصة. ويطالب العديد من المواطنين بالحسيمة، من مطالبة الجهات المسؤولة والمختصة، التدخل بكافة السبل المتاحة، من أجل الحد من انتشار ظاهرة المتشردين التي تزداد تمضهراتها يوما عن يوم تفشيًا مهولاً بحاضرة جوهرة المتوسط. وتعد هذه الظاهرة مأساة إنسانية بكل المقاييس، تطفو وتتناسل في مجتمعنا، في غياب مؤسسات ذات طابع اجتماعي قادرة على إنقاذ هذه الشريحة البريئة من مخاطر الشارع وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا بهدف إدماجهم وسط المجتمع، عوض تهميشهم ودفعهم إلى معانقة دروب وأزقة والمحطات الطرقية، وقد تعرضهم أوضاعهم هاته إلى ممارسات عدوانية غير مشرفة وخجولة، نظرا للوضع الذي يعيشون فيه. وفي ظل هذا الوضع الذي أصبح يؤرق السكان بالحسيمة لم تحرك جمعيات المجتمع المدني التي تهتم بالأوضاع الإنسانية، وخاصة جمعيات حقوق الإنسان المحلية، لتوجه نداء استغاثة لإيواء هؤلاء المتشردين الذين يبيتون في العراء بهدف حمايتهم من موجة البرد القارس الذي يشهدها المغرب هذه الأيام.