الصورة لوحش وفق تصوّر سينمائي غير واقعي |عبد الصمد السقالي: بدأ سكان قبيلة بني سيدال يتداولون في مجالسهم كلاما عن وحش يفتك بماشيتهم منذ مدّة وفي مواعيد مُختلفة من اليوم، حيث أن الوحش موضوع الحديث قد سبق له الفتك بعشرات النّعاج بالحيز الترابي لدوار الحمام، حيث تبرز الغرابة في اعتماد الوحش إلى توجيه ضربة ناحرة إلى الحيوان قبل أن يعمد إلى شُرب دمائها وتركها جثة هامدة. وقد صرح أكثر من فلاح بالمنطقة أنه قد وجد نعاجه "مذبوحة"، بل منهم من أورد إقدام الوحش المجهول على "نحر" بغلة قبل امتصاص دمائها، وهذه تصريحات أجمعت في مُعضمها على عدم إشعار الفلاحين للسلطات المحلّية بالإشكال. وفي اتصال بمصالح المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بوجدة، استُقبل استفسار حول إمكانية وجود وحش غريب بالمنطقة بحواب تفنيدي، حيث تمّت تزكية فكرة كون الوحش ذئبا من النوع الشديد، إلا أن هذا الاحتمال قوبل بالرفض من قبل مالكي قطعان المواشي، وبأنّ الفلاحين لهم من الخبرة ما يكفي لتمييز أساليب الذئاب المُفترسة من غيرها. وقد تحدث بعض الفلاحين عن هوّية الوحش بوصفه والجا في خانة الفتك بالخنازير البرية المنتشرة بشدّة ضمن المنطقة، حيث وُصف بكونه صغيرا وغريبا عن البيئة الحالية، قد تمّ إطلاقه من لدن السلطات للوقوف في وجه تكاثر الخنازير البرية قبل أن يغير الوجهة نحو ماشية ساكنة القبيلة. وينتشر تخوّف بوسط السكان من إمكانية تعرضهم لإحدى هجمات الوحش الضاري المُهاجم للمواشي، خصوصا وأنّ تعاقب الأحداث توحي بتعطّشه للدّماء التي قد يعمد إلى امتصاصها من أعناق بني آدم إن استمرّ الحال على ما هو عليه.