مع الشروع في تحريك أرجوحات الملاهي ذات كلّ يوم وسط فضاء كورنيش مدينة الناظور، يحق لنا طرح السؤال حول ما إذا هناك جهة معنية تختّص بإيفاد لجنة تتكلف بمراقبة الآليات الضخمة التي تحّل ذات كلّ صيف على المدينة، قبل الترخيص لها، بغية خلق فضاء ترفيهي للساكنة، وخاصّة منها شريحة الأطفال الذين يقبلون عليها بكثافة. وعلما أن معاينة بصرية بسيطة حيالها، تكفي لإقناع الواحد بأن مسألة اِمتطاء أطباقها الطائرة، هي مقامرة تجعل النفس متأرجحة بين الحياة والموت، أكثر منها ترويحاً عن النفس، لكون حالتها الميكانيكية تبدو للعيان "متهالكة"، وقضبانها الحديدية "صدئة"، وحسبنا أنها تستقدم كخردة بعد التقادم. ويستمد هذا التساؤل مشروعيته من ذكرى الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها عدة مواطنين قبل سنوات قليلة، عند سقوط الأرجوحة المشؤومة التي كانوا على متن مراكبها وهي تلّف حول نفسها، بمدينة آسفي، لتتهاوى أيضاً على رؤوس مواطنين آخرين، وتُسفر الواقعة آنذاك عن حصيلة وفيات ثقيلة. ويمكن إجمالاً حصر الأسباب المفضية إلى حدوث واقعة آسفي، أساساً في عدة إعتبارات، أهمها غياب آلية المراقبة من قبل الجهات المسؤولة، وعدم مباشرة أشغال ديمومة الصيانة من طرف أرباب هذه الشركات التي لا تتعاطى مع المواطنين سوى من باب الربح المادي ولو على حساب إزهاق أرواح فلذات أكبادهم. وحتى لا تتكرر المأساة التي اهتز على وقعها الرأي العام الوطني، يجب وضع توفير شروط السلامة في الحسبان، فهل تتجشم السلطات المحلية الممسكة بزمام تدبير الشأن العام المحلي بمدينة الناظور، عناء مباشرة مراقبة الألعاب الهوائية كواجبٍ منوط بها، قبل حدوث أيّ كارثة، لا قدّر الله؟