احتضنت القاعة الكبرى بمقر عمالة الدريوش، صباح يوم أمس الثلاثاء 06 دجنبر الجاري، لقاءً جمع أعضاء من مجلس إقليم الدريوش، وأعضاء من مجلس أميان ميتروبول الفرنسية (مجموعة التكتلات)، خُصّص لتفعيل اتفاقية إطار كانت قد أبرمت بين المجلسين، وتعود لسنة 2011. وعرف اللّقاء حضور، المستشار البرلماني الطيب البقالي، وإبتسام مراس البرلمانية عن إقليمالناظور، وعائشة لمريني نائبة رئيس مجلس جهة الشرق، وفريد الخيار المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، بالإضافة إلى عدد من المنتخبين بالإقليم. اللقاء أستهل بكلمة لرئيس مجلس إقليم الدريوش، عبد المنعم الفتاحي، والذي قدم شكره وامتنانه لرئيس مجلس مجموعة التكتلات أميان وكذا الوفد المرافق له، معربا عن تطلعه لشراكة قوية وفعالة واعدة بينهما، وشكره على رسالة التهنئة التي بعث بها إبان انتخابه رئيسا للمجلس الإقليمي للدريوش، وإرادته في تفعيل التعاون والشراكة بينهما، كما رحب الفتاحي بممثلي جمعية ثسغناس وجمعية الضفتين. وقدم عبد المنعم الفتاحي، ضمن كلمته الافتتاحية عددا من المعطيات والمعلومات التي يتميز بها إقليم الدريوش الفتي، وأوضح بأن الإقليم الذي أحدث سنة 2009، يبلغ عدد سكانه حوالي 250 ألف نسمة، موزعة على 23 جماعة، بمساحة جغرافية تقدر بحوالي 2900 كلمتر مربع، مضيفا أن الإقليم يزخر بعدة مؤهلات، إذ يمتد على مسافة 80 كلمتر من الشواطئ الجميلة، وموانئ للصيد كسيدي حساين، كما تطرق إلى القول بأن المجلس الإقليمي للدريوش يعمل جاهدا على توطين عدد من المشاريع التي تعود بالنفع على الساكنة إجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. وأضاف الفتاحي، أن المجلس الإقليمي للدريوش، يضمن العمل والتعاون مع مجموعة الجماعات أميان متروبول بالمجالات المحتملة التي كان آلان جوست رئيس ذات المجموعة قد ذكرها في رسالة بعث بها بتاريخ 9 نونبر، وتتعلق بالتنمية الإقتصادية والتعليم العالي والشباب، وفي هذا الصدد إقترح الفتاحي مجالا آخر للتعاون وهو إدماج المرأة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، وإمكانية متابعة طلبة الإقليم للتحصيل الجامعي بجامعة أميان الفرنسية. آلان جوست رئيس مجموعة الجماعات بأميان الفرنسية، أبرز هو أيضا تعريفا شاملا للمجموعة التي يرأسها، حيث أوضح أنها تتكون من ثمانية مدن، وتشكل بذلك مجموعة تكتلات تتكون من 35 جماعة، بساكنة تقارب 136 ألفا، وتتوفر على اختصاصات مهمة وبعضها يحول إلى مجموعة الجماعات، وتتعلق مجالات الإختصاص هذه بشؤون الاقتصاد والجامعة والبيئة والتنقل العمومي والرياضة والثقافة والطرق. وأشار آلان جوست إلى أن مجموعة التكتلات تتوفر على عدد كبير من المهاجرين المنحدرين من الناظور والدريوش، وهو ما دفع إلى نهج سياسة التعاون الدولي خاصة مع المغرب، مضيفا أنه فيما يتعلق بالمغرب فقد نهجت المجموعة زيارات إلى عدد من المناطق لتقييم وتحديد ما يمكن القيام به من أعمال، وتتحدد هذه الأعمال في دعم الجمعيات، وكذا دعم تقنيي الموارد البشرية وبخاصة إعداد برنامج تكويني، كما عرض ذات المسؤول عددا من المجالات التي يمكن أن تقدم فيها المجموعة المذكورة تعاونا وتبادلا للخبرات والتجارب ومن بينها إحداث منطقة صناعية، تجديد أسطول النقل العمومي، شبكة النقل، والتعليم الجامعي. وفي كلمة لرئيس جمعية الضفتين التي تضم أعضاء مغاربة وفرنسيين، اعتبر أن اختيار إقليم الدريوش يأتي انطلاقا من كونها تتلاقى مع إختيارات مجموعة التكتلات أميان، وكذا من أجل توثيق الأخوة والصداقة، مضيفا أن هذه الجمعية تهدف إلى تحقيق هدفين هامين؛ تمدرس الفتاة القروية، والتزود بالماء الشروب، وهو ما ثمنه رئيس جمعية ثسغناس، مبرزا أن الدافع إلى التعاون بشكل أساسي هو العمل من أجل خير هذا الإقليم، مؤكدا أن إقليم الدريوش بدا يعرف تغيرات على عدة أصعدة، وهو ما سيساعد على توثيق العمل، وفي كلمة لمندوب التعاون الوطني فريد الخيار، أشار إلى أن العمل الإجتماعي بعمالة الدريوش عرف تطورا ملحوظا في عدة مجالات، بفضل عدة مؤسسات اجتماعية تعنى بالفتيات والشباب والنساء في وضعية صعبة. وأعقب هذا اللقاء، زيارة ميدانية للوفدين المغربي الذي يمثل مجلس إقليم الدريوش والفرنسي الذي يمثله مجلس مجموعة التكتلات لأميان إلى دوار تعنانت بجماعة بني مرغنين، حيث تفقد الجانب الفرنسي بالخصوص مشروع تزويد ساكنة الدوار السالف الذكر الذي يبلغ 300 نسمة بالماء الصالح للشرب، وهو المشروع الذي تموله مجموعة تكتلات أميان عن طريق جمعية ثسغناس. وفي ذات السياق، قدم رئيس مجلس إقليم الدريوش عن الجانب المغربي شروحات وتوضيحات حول المراحل التي قطعها المشروع بحضور المقاول المكلف بإنجازه، كما كانت هذه الزيارة فرصة للوفد الفرنسي للإطلاع على جزء من الشريط الساحلي لإقليم الدريوش وكذا تنوعه الجغرافي. إلى ذلك قام الوفدين بزيارة استطلاعية لدار الطالبة بتمسمان، والتي تأوي عدد من الفتيات المنتميات للمنطقة، حيث كان في استقبالهما رئيسة الجمعية المكلفة بتسيير دار الطالبة، والأطر التابعة لها، ولم يخف الوفد الفرنسي انبهاره بمستوى التسيير، لتختتم الزيارة بمأدبة غذاء كان مسكها تقديم هدايا رمزية من طرف رئيس المجلس الإقليمي للدريوش، وذلك عربونا على متانة وقوة العلاقة التي تجمع الجانبين.