بمناسبة شهر رمضان المبارك، وفي سياق المبادرات المهمة التي ما فتئ يبصم عليها الأستاذ صالح الشلاوي منذ إنتخابه بالأغلبية المطلقة على هرم الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، نظم عشية الثلاثاء 27 يونيو 2016 بإحدى القاعات الفسيحة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل حفل إفطار بهيج عرف حضور مجموعة من الشخصيات المنتمية للحقل السياسي يتقدمها وزير العدل البلجيكي كوين غينز، ممثلي الديانات السماوية الأخرى،ممثلي التيار العلماني،ممثلوا السلك الديبلوماسي ببلجيكا، شخصيات أخرى تنتمي لمجالات و ميادين متعددة. الحفل البهيج الذي أدارت أطواره بمهنية فائقة السيدة ديلفين لاروش الموظفة بالهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا،أفتتح بتلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها فضيلة المقرئ منير رحال بصوته الشجي العذب. الأستاذ الشلاوي صالح رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا ألقى كلمة قيمة أثلجت صدور الحاضرين،رحب في مستهلها بالحضور الثري لمختلف أطياف المجتمع البلجيكي من رجالات السياسة و الديانات الأخرى و مختلف الفعاليات النشيطة في الساحة البلجيكية،حيث يعكس حضورها مشاعر الحب و الود المتبادل للجالية المسلمة التي تحتفل هاته السنة بشهر رمضان في ظروف إستثنائية،جراء الحادث الإرهابي الغاشم الذي إستهدف بلدنا بلجيكا يوم الثلاثاء الأسود 22 مارس 2016. الأستاذ الشلاوي صالح أكد على أن شهر رمضان يرمز للسلام و التعايش،و هو مناسبة أخرى للتشبث بالقيم المشتركة و العادات المنفتحة على روح العصر،و التقاليد التي تحض على إحترام الأخر و قبوله بغض النظر عن أصله و فصله،و أضاف أنه في الوضعية الراهنة التي تعيش على إيقاعها بلجيكا يجب أن تتظافر جهود الجميع لمحاربة كل أشكال الإرهاب و الغلو و التطرّف و التعصب في الأفكار و الممارسات،حيث أمرنا الله سبحانه و تعالى بالإستقامة و الإعتدال و نهانا عن الغلو و الإنحلال،لأن ديننا الإسلامي الحنيف يحترم التعددية الثقافية و الدينية و الحضارية و ينبذ العنصرية و يدعو للوسطية. الأستاذ الشلاوي صالح تطرق لبعض المنجزات المهمة التي تحققت في وقت وجيز،كسلسلة الندوات الشهرية التي تنظم لتكوين الأئمة،و إحداث شعبة بجامعة لوفان الكاثوليكية تتعلق بشهادة جامعية في العلوم الشرعية و البيداغوجية تؤهل الأساتذة لتدريس مادة التربية الإسلامية و الفكر الإسلامي بالمدارس الحكومية البلجيكية،و إحداث خط هاتفي خاص بمحاربة التطرّف لتلقي التساؤلات التي تراود أصحابها حول بعض المسائل الشرعية، ومشاريع جد مهمة سترى النور في القريب، مؤكدا بأنه من الضروري إتباع و تطبيق نموذج الإسلام البلجيكي بجميع تجلياته السياسية و الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية. وزير العدل البلجيكي السيد كوين غينز،قال بأن الحرية الأهم هي حرية العبادة أن تكون حرا في إختيار ما يلائمك،و أن تكون حرا في عدم تصديق أي شيئ بكل حرية،موضحا بأن الجالية المسلمة ببلجيكا تشكل أحد ركائز المجتمع البلجيكي تتمتع بجميع حقوقها و لها نفس الواجبات،و يجب عليها أن لا تشعر بأي مركب نقص جراء الأفعال و الأعمال الإرهابية التي يقوم بها حفنة من أصحاب التيارات المتشددة التي لا تفهم إلا في لغة الدم و الدمار و الهدم. أثناء دخول وقت أذان المغرب تقدم لرفع الأذان الإمام الشاب عبد الحفيظ بلقاضي،ثم أقيمت صلاة المغرب جماعة، وبعد إنتهاء برنامج الحفل البهيج أقيمت على شرف الحاضرين مأدبة عشاء نالت إستحسان الحاضرين. فيما جدير بالإشارة من باب التذكير، أن الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا بدأت تستعيد بريقها المفقود منذ إنتخاب الأستاذ الشلاوي صالح كرئيس لها،و ذلك بحكم العلاقات الوطيدة التي تجمعه بالسلطات البلجيكية الرسمية، والمؤسسات الجامعية الأكاديمية و ممثلي الديانات السماوية و ممثلي التيار العلماني،تلك العلاقات الطيبة التي يستثمرها لخدمة الجالية المسلمة ببلجيكا التي تعلق أمالا كبيرة على الأستاذ الشلاوي صالح للمضي بالسفينة إلى شاطئ النجاة.