أية علاقة بين الشاعر محمود درويش والسياسي أحمد دغرني في مقال الحمداوي يوسف رشيدي لم يكن بودي أن أرد على صاحب مقال " محمود درويش والدغرني في مدينة الناظور " إذ من خلال قرائتي للمقال لم أستوعب مضمون النص والفكرة المحورية التي يريد صاحب المقال إيصالها للقارئ الكريم . بطبيعة الحال فكل كاتب مهما كان مستواه الفكري والأكاديمي وتوجهه الإيديولوجي يسعى من خلال كتاباته أن يوضح فكرة معية ويحاول أن يبينها للقارئ ، لذا فمجمل الكتابات التي تنشر على المواقع الإلكترونية تكون مبرمجة سابقا من طرف الكاتب أي هل يستطيع زرع المعلومة في ذهن القارئ وهل بإستطاعة الكاتب أن يدافع عن مضمون نصه ويغير نوعا ما نظرة القارئ حول الحدث الذي يتناوله في مقاله . لكن في حقيقة الأمر تعجبت كثيرا وأنا أقرأ مقال لصاحبه الحمداوي الذي أظن أنه مبتدأ في الكتابة حينما بحثت عنه في محرك غوغل على أية حال فمضمون النص لم يكن لهدف تثقيف القارئ أو جرد معلومات أو رأي بخصوص حادثة معينة كما يفعل جل الأقلام التي تريد أن ترتقي بوطنها ومنطقتها للأحسن إنطلاقا من الشبكة العنكبوتية ، بل بالعكس فصاحب المقال كتب مقالته لهدفين الأول هو إحياء صراع بين المكونين الأمازيغي والإسلامي في تناقض تام مع مبدأ "جوهر الإختلاف" والهدف الثاني هو سعي الكاتب لإستقطاب عدد هائل من التعليقات كما بين ذلك في آخر مقاله :"أتوقع أن كلامي هذا سيجلب تلك الفئة لتفرغ كبتها وضعفها النفسي ، وتصب علي ركاما هائلا من التهم المعبأة المعلبة في صناديق صغيرة جاهزة كالعميل للمخزن ، والعروبي العنصري " أي أن الكاتب ليس هدفه الكتابة المفيدة أو البحث عن المعلومة النادرة لكي يوصلها للمتلقي وهذا بطبيعة الحال شيء يصعب على إنسان ذو مستوى متواضع وقد تجلى في خلخلة البنية الهيكلية للنص ، فبالرجوع للعنوان فقد إستعمل فيه إسمين لشخصيتين متناقضتين الأولى لمحمود درويش كشخصية بطولية محبوبة في نظره والثانية لشخصية قذرة غير مرغوب فيها ويقصد " الدغرني" وللغرابة أن الشخصيتين مختلفتين عن بعضها البعض فدرويش هو عربي فلسطيني وشاعر أما دغرني فهو أمازيغي مغربي سياسي فأية مقارنة بين شاعر وسياسي ؟ عرج صاحب المقال على سرد حكاية مجيء درويش للناظور وإقامته بفندق كما صور لنا مياه مسبح فندق الريف جيد ؟ فما دخل إذن الدغرني في معمعة إلماس أو درويش أية ترابط بينهما ؟ ثم عرج على الجمهور الريفي وتضامنه مع العراق وفلسطين جيد لكن ما علاقة هذا بالدغرني ؟ في منتصف المقال يقول الكاتب :" نعود الآن الى الدغرني والدغرنيون ، والأزول والأزوليون الزائلون حتما . طبعا لم يأت الدغرني الى الناظور ليلقي في ساحة عامة خطاباته أمام جمهور متشرب بهوية متعددة مركبة في قالب حضاري متميز ، لا يشرف المدينة هذا العميل لأعداء الأمة الإسلامية " لاحظوا خلخلة الكاتب لنص المقال هل تحدث عن الدغرني في بداية النص لكي يعود للتحدث عنه أبدا فقد تحدث عن درويش والأجدر أن يعود للحديث عنه طالما توقف من محاكاة مسبح فندق الريف للقارئ ، ويقول :"الدغرني والدغرنيون ، والأزول والأزوليون " هنا الكاتب يتهجم على "الدغرني وأزول تحية الأمازيغ" ويلاحظ أن صاحب المقال من هواة مستمعي البرنامج العالمي للمحادثة "بالتولك" الذي يزوره يوميا ومن هناك تأثر بالخطاب البالتولكي الذي يشهد كل يوم ميلاد "فتوة إسلامية" من شيوخ أهل العلم والبركة البالتولكيون حيث أنه كل من هب ودب وبأسماء مستعارة يحق له أن يفتي للناس بتحريم أزول وتقديس السلام وقتل الملحدين وإمغناس أعداء الله وأزول سيزول كما أورد الكاتب البالتولكي ، ولكي يتعرف القارئ عن هذا البرنامج فهو برنامج للمحادثة الصوتية يستغله بعض الريفيين من الجيل الأول والثاني في قضاء أوقات فراغهم في الجهاد في سبيل الله عن طريق إعطاء الدروس الدينية للمستمعين ومن هذا البرنامج تشبع الكاتب من شيوخه ونقل تلك الأخبار في مقاله ، وقد نسي أن العلم والتثقيف يكتسبه الإنسان من الكتب والقراءة والتجربة الدنيوية . ثم يقول متحدثا على العميل والزنديق "الدغرني في نظره" أنه لم يزر الناظور ولم يلقي خطابا للساكنة وبذلك يتضح على أن صاحب المقال تناول موضوعا كبيرا لا يتناسب ومستواه الفكري ، ولا يعلم أن الدغرني زار الناظور أكثر مما زار مدينة مسقط رأسه بآيت باعمران ولكي تعرف وتستفيد أن الدغرني ألقى عدة محاضرات وحضرها آلاف الأشخاص لكن تناول مواضيع الساعة وتجرأ على فضح الفساد السياسي ببلده ، أما فلسطين والعراق فكلنا متضامنين معهم بمنطق الإنسانية الكونية وبمنظور إسلامي إن رغبت لكن أن نترك مشاكل بلدنا ونبدأ في تحليل مشاكل فلسطين فهذا هو الغباء بعينه ،فالكاتب مثلا يعرف كل صغيرة وكبيرة عن فلسطين لكن يجهل أهم الأحداث في مغربه . لينتقل الكاتب المحترم في سب ونعت الدغرني بكل الأوصاف القدحية هذا شيء عادي لأنه إكتسب ذلك من شيوخه البالتولكيون وهذه هي سمات المسلم السب والشتم لكل رأي مخالف ،. ثم زاد السيد الكاتب من حدة تهجمه الغير المفهوم سوى لكي يتمكن نصه من إستقطاب عدد كبير من التعليقات ، يقول أن الدغرني أستنكر من قبل المغاربة لزيارته للكيان الصهيوني هذا أمر عادي لأنه ببساطة المغرب العربي يملك إعلام قوي يهاجم فيه كل شخص ضده فكيف تم التحدث عن زيارة الدغرني لأسرائيل دون ذكر فلسطين فالدغرني زار فلسطين كذلك فلماذا إذن تم حذف فلسطين من وسائل الإعلام وإقتصروا على إسرائيل وهذه هي المغالطة التي وقع فيها الكاتب ، وإن كان الأخير ضد الزيارة فلما لم تحلل الزيارة وتناقشها وتبدي رأيك للقارئ لماذا الإكتفاء بالسب والشتم أليس من خصال الجبناء القذف أي أنه ليس بجعبتك الفكرية ما تناقش أو تحلل وإلتجأت للسب كأحسن طريقة للتحليل ، فمن قال لك أن الدغرني دخل أبواب المزبلة ؟ ومن هم الكلاب ؟ وللسذاجة فإن الكاتب ناقض أزول بدون أي تحصيل علمي أكاديمي أو لغوي كل ماهناك تذكير بشيوخه وما يتردد عنهم ، ثم أكد فرضية شيوخه في إعتباره لكل من ينطق بأزول ملحد ، نعم فالكاتب له صلاحية تلحيد الناس وتكفيرهم بينما الأجدر أن هذا الإختصاص هو ملك لله سبحانه وتعالى . إذن فمن أعطى لك الحق في تلحيد وتكفير إخوانك الريفيون الذين يدافعون عن هويتهم فحب الأوطان من الإيمان ، وهل لديك دلائل على أن الريفيون الأزوليون ملحدون بصيغة الجماعة وإذ كنت جاهلا فإسمح لي أن أضعك في صلب رميك للآخرين بالإلحاد . فإنه يتميز المتسلفيه "الكاتب" بالاصرار على سب مخالفيهم ولعنهم ورميهم بالكفر والفسق والشرك وغير ذلك من العبارات مما لا يساير البتة روح الاسلام ولا ادب المسلمين وهو يخالف قواعد المناظره ، واصول البحث ، ومبادىء الكتابه والخطابه بقدر ما ينافي تمام الايمان . عن ابن مسعود رضي الله ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ، ولا اللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذىء ). وفي الصحيحين : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر . وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال الرسول صلى عليه وسلم (لعن المؤمن كقتله ) وعن ابي الدرداء رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) فهذه بعض الأحاديث النبوية إحفظها جيد وتمعن فيها فإن شيوخك قد نسو أن يعلموك أدب الحوار والنقاش وربما أنك مازلت مبتدأ فلا تكن مغرورا وخذ بهذه الأحاديث لكي لا تفكر في تشريك وتلحيد أحد . وقد إنتهى كلام صاحبنا بالشفقة على شباب الحركة الأمازيغية ، مع كتابته لعنوانه الإلكتروني لأنه ينتظر أن يتصل به القراء إما لشكره أو لتعنيفه .. يبدو من خلال قرائتي السطحية أن الكاتب تكاثرت عليه الأفكار المبعثرة وجمعها في سطر على وزن الأزوليون الدغرنيون الملحدون وعلاقتهم بالفلسطنيون الوطنيون ، أما الكلمات الأخرى في النص فهي مبعثرة لا تنسجم مع الفكرة المحورية في النص التي لا وجود لها . هنا أسأل الكاتب هل فعلا لك الجرأة عن التحدث عن علاقة السلطة المغربية بإسرائيل أم أنك فقط أعدت التسجيل الإعلامي المغربي حول زيارة الدغرني و جمعتها في سب وشتم لكل من لا تستهويك كتاباته أعرف أن الجرأة بعيدة عنك وقبل الجرأة فمستواك المعرفي يناقضك وسوف أكون متواضعا لك و أحدثك في علاقة المغرب بإسرائيل رسميا وهذا يعتبر تطاولا في نظرك لأن جعبتك وجعبت شيوخك حرام عليهم التحدث في سياسة البلد وغالبا ما ترددون "واش بغيتو يشبروني فبني إنصار " لهذا فخوفكم من البشر يؤدي بكم فقط للمزايدات حول الدين الإسلامي الحنيف لأنه لا تنتظرون من الله أن يوقفكم في بني إنصار وتخافون من البشر بالرغم أن المغرب هو الدولة الوحيدة التي ترتبط بإسرائيل رسميا ولا أحد خرج لدينهاخ ليحتج على المغرب كحكومة لأن من طباعكم الخوف من سيدتكم الحكومة التي تستقبلكم ببني إنصار بمرحبا بكم فبلادكم وإن تحدثتم فيها فتستقبلكم "مرحبا بكم فلابيجي " وهذا هو قمة النفاق وإن كنت لا تعرف فإني أقول لك أسي الهولندي أن الدغرني إنسان حر يذهب أين يريد ولا يحق لأحد أن يمنعه ، وأن لأي أحد حرية التنقل لأي بلد كما أن لفلسطين أبناؤها ليدافع عنها ، كما أنهم هم أصلا غير متفاهمين ، وأن الدغرني ليس برئيس الجامعة العربية وأن الدغرني الذي رميته لمزبلتك التاريخية الغير المجودة أصلا ليس بقيادي في حكومة عباس بل له حزب وقد منعوه من ذلك ، ولتعرف أننا كريفيين بعيدين كل البعد عن الشرق الأوسط وهمومنا منصبة عن التطبيب والسكن والعمل كما إنصبت أنت وزملائك بالتطبيل بعمالة دريوش كأن العمالة ستقلب الريف لتصبح سويسرا صغيرة وعليه يجب أن تعرف أن الدغرني ليس بدبلوماسي لكي يوتد العلاقة بإسرائيل كما فعل إبن وزيركم في الخارجية المدلل الذي يلعب بملايير الشعب وإستضاف في طنجة الوزيرة الإسرائيلية "تسيفني" أليس في مقدورك أيها الهولندي الصغير أن تكتب عن حبيبكم " إبراهيم الفاسي " أم أنه كذلك مقدس عندكم ، ولكي تستفيد ويستفيد معك القراء المرجوا أن تقرأ للعلامة إبن خلدون والمختار السوسي وأن تقرأ على حضارة سوس العالمة (موحال وشكتسمع عليهم فين عاد تقرا عليهم ) لكي تعرف الروابط التاريخية التي جمعت الأمازيغ والريفيون خصوصا بالشعب اليهودي الذي زاره الدغرني وليس إسرائيل فهناك فرق بين إسرائيل كدولة واليهود كشعب وفي الأضرحة والمعابد اليهودية (ضريح سيدي يوسف بالناظور ، وموسى بن حمدوش ) لدليل أخر عن التعايش الإجتماعي ، والإقتصادي والتجاري (سوق تمسمان ، أسواق الصويرة ، ميضار ، شفشاون ..) ، وفي الريف يا أيها الكاتب يهود وأنا أعرف شخصيا شخصيات سياسية يهودية بالريف منهم من يسير جماعات محلية ومنهم رجال أعمال وفنانين وآخرين ألا يحق لهم أن يزوروا بلدهم وإن كان دغرني أمازيغي يهودي هل يجب أن نطرده من المغرب لأنه زار إسرائيل ؟ وإن كان كذلك فلماذا لا نطرد أو نتهجم عن سكان الصويرة أكثر من نصفهم يهود وفي طنجة فاس ... لماذا لم يتهجم أحد عن وزير التجهيز كريم غلاب حين زار إسرائيل الشأن نفسه لوزير الفلاحة السابق الذي إستورد المطيشة الإسرائيلية والتي تحتوي على فيروس خطير دمرت عدة حقول للطماطم ،لماذا لم يتهجم أحد حين يزور فنانون وشخصيات عربية لإسرائيل ؟ ألا تعلم أن ديننا الإسلامي يدعوا للتعايش أم أن هؤلاء القردة والخنازير الذين ندعوا عليهم كل صلاة جمعة ليسوا هم الذين يحتضنون ربع سكان المغرب بأوروبا بهولندا خصيصا أين تعيش أيها الكاتب إن الإسلام دين التسامح والتعايش والتي تبتدأ من الدعوة التي ربطها الله بحسن الكلام وتحقيق هدفها بالإقناع والمنطق، وهو السياق الذي توضحه الآية الكريمة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..}، وهي دعوة قرآنية لفن إدارة الخلاف والصراع والدعوة إلى الله بالحوار، وتتضافر معها الآية الكريمة: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}. إن المغرب هو أول من مد اليد لإسرائيل كدولة حيث أبان على دور فعال حينما سمح للموساد للتصنت على القمة العربية في السبعينات بالرباط ، وفضيحة غرق سفينة دينا في البحر المتوسط التي إكتشف فيها العالم أن المغرب أول من شجع اليهود بالإلتحاق بفلسطين ، أيام الحسن الثاني ، وأوفقير ، دون نسيان أن الموساد هو من تكلف ببناء الجدار الأمني بالصحراء ، وقمة الحسن الثاني وشمعون بيريز في غابات الأرز بإفران ، وإحتضان المغرب لأكبر موسم يهودي (موسم موسى بن ميمون ، الذي تأسس في الثمانينات بأوسلو وهو أكبر تجمع يهودي في العالم) ..وغيرها من الأحداث اللمتناهية التي تعزز علاقة العرب الحميمية بإسرائيل الديمقراطية ... وفي الأخير لا يجرؤ أحد على تناول علاقة المغرب بإسرائيل لأن ذلك يعتبر سياسة الدولة وحرام أن يتحدث فيها أحد ويكتفون بالدغرني المسكين الذي لا قوة له ولا إعلام ولا ثروة فدائما الضعيف هو المذلول تقول أحد الأمثلة :" ويثانيذ أمواذ أنيغ ثامغاث إينو " أختم بحكمة رجل الريف مولاي محند حين صدق وقال : الحرية حق مشروع لبني الإنسان وغاصبها مجرم " كما قال كذلك : إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم في سلام وأخوة وفي الأخير أود أن أحيلك لتناول مواضيع تناسب مستواك ، وأرجوا أن تتقبل ردي بمودة وإحترام