تتشرف جمعية أوسان الثقافية، بدعوتكم للحضور والمشاركة في أشغال الندوة الدراسية التي سيتم تنظيمهما يوم السبت 20 مارس2010 ، بقاعة جمعية الفتح بميضار ، ابتداء من الساعة الثانية والنصف زوالا 14.30 إن موضوع الندوة التي نحن بصددها يطرح إشكالا محوريا يحضى بالاهتمام من طرف عدة فاعلين، وتحكمه رهانات المساهمة في صياغة ذاكرة مشتركة تعددية وغير انتقائية أو مبنية على الإقصاء، و من هنا أهمية تناول أحداث الريف والوقوف على حقيقتها في أفق إعادة تركيبها في الذاكرة الجماعية، و تحديد تمثلاتها الأساسية، والوقوف على استعمالاتها السياسية و الاجتماعية، من خلال صياغتها بشكل تشاركي، و وفق مقاربات أكاديمية علمية بهدف إعادة الاعتبار لتضحيات أبناء الريف والإشهاد على مواطنتهم الكاملة، فطرح هذا الموضوع للبحث والنقاش يروم في المقام الأول تسهيل تلاقح الأفكار والمفاهيم والتحاليل و تحرير الطاقات والمبادرات، و رد الاعتبار الرمزي للشهداء والأماكن والأحداث، باعتماد رؤية و منهجية منفتحة على المستقبل لا تقبل الغرق في الماضي والبقاء فيه، ولكنها تغتنم مناسبة الفتح الرسمي لورش الحفظ الإيجابي للذاكرة الجماعية لتجديد الحوار حول آفاق استكمال ما تبقى من حلقات بناء دولة الديمقراطية والمؤسسات وحقوق الإنسان، ومغرب المشروع الوطني المتقاسم بين الجميع، والذي وحده يستطيع تقديم الضمانة للأجيال القادمة في عدم تكرار ما جرى من انتهاكات و مأساة. إن أهمية مناقشة موضوع الريف في التاريخ والذاكرة، تأتي من الحاجة إلى ترسيخ النقاش والجدال و الحوار بين مختلف الفاعلين حول الدور الذي يمكن أن يقوم به استجلاء الحقائق المرتبطة بأحداث الريف لسنتي 58/59 في الحفظ الإيجابي للذاكرة الجماعية وفي تحفيز دوائر القرار على تشجيع قيم التعدد والاختلاف والتنوع كضرورات لتحقيق الانخراط الفاعل في بناء المشروع الديمقراطي الذي يضمن الحقوق والحريات لكافة المغاربة، ومن هنا مبادرة جمعية ثسغناس وجمعية أوسان لتنظيم هذه الندوة في إطار جهد مشترك يطرح للنقاش العام ثلاث محاور أساسية هي : 1.أحداث الريف لسنتي 58/59، السياق والتداعيات: ويتناول بالأساس ماهية السياق التاريخي لأحداث الريف بخصوصيتها الثقافية والسياسية والاجتماعية، ويرصد التدعيات المترتبة عنها في الواقع من حيث تهميش وإقصاء المنطقة طيلة عقود الاستقلال، ويجيب عن سؤال آفاق المصالحة والإدماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني؟ 2.أحداث الريف في التاريخ المعاصر: ويتعلق الأمر بالجواب على أسئلة من قبيل لماذا يتم تهميش هذه الأحداث في مجمل تاريخ المغرب المعاصر؟ و لماذا لم تسهر الدوائر الأكاديمية على كتابتها وتدوينها ؟ و ماهي أسباب التعتيم الممارس على الموضوع في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام و الفضاءات الثقافية والفكرية ؟ وأي قراءة يمكن أن تعطى لهذه الأحداث في ضوء الوثائق المكتوبة في المرحلة الراهنة؟ 3.أحداث الريف في الذاكرة الجماعية : ويتعلق بمعالجة الإشكاليات المرتبطة بالموضوع من جانب الوقوف على حقيقة الانتفاضة وأحداثها والمساهمين فيها و حقيقة ما جرى خلالها، من خلال الشهادات والروايات الشفوية، وهل تسعفنا الرواية الشفوية وحدها على كتابة تاريخ أحداث 58/59 .