حقا صدق من قال الإنسان إبن بيئته منها يستمد شخصيته و قوة إرادته، وهذا ما توفر فيك و أنت الذي أبت ربوع تمسمان أرض المقاومة و الجهاد إلا أن تواصل عطاءاتها، فتنجب من الكفاءات و الأعلام و الأطر ما يرفع من شأنها و يؤكد إشعاع تاريخها و أمجادها التي لا تزال ملحمة أدهار أوبران يتردد صداها على امتداد الحقب و الأجيال. بل ظلت تشكل حافزا لأبناء منطقة الريف من أجل مواصلة رسالة الجهاد العلمي و الفكري و المساهمة في بناء صرح هذا الوطن. ولعل حصولك على شهادة الدكتوراه لبنة أخرى انضافت إلى ما سبقها من تتويجات و تفوق بصم عليه شباب المنطقة، في أكثر من مناسبة الأمر الذي يزيدنا افتخارا بما بلغته من مرتبة و تتويج، لمسار حافل بالإجتهاد و المثابرة بشهادة ثلة من القامات العلمية و الفكرية المشرفة، على أطروحتك التي تعد تشريفا لنا جميعا داخل قطاع الصحة عامة و بمندوبية الناظور خاصة، حيث عرفنا فيك الإخلاص في العمل و التفاني في أداء الواجب و الحرص على أن يؤدي المرفق الإداري أدواره كاملة و تلك خصال الإطار الناجح و المتشبع بالأخلاق و القيم و نكران الذات. ورغم الإلتزامات المهنية وتحملك لمسؤوليات عدة، إلا أنك قمت بمجهودات كبيرة وتمكنت من إعطاء درس للجميع، بأن الإنسان بإمكانه الجمع بين التفاني وإتقان العمل والتحصيل العلمي، بشرط أن تتوفر لديه الإرادة، وهذه ميزة من ميزاتك التي لمستها شخصيا فيك، عن قرب وأنت تشتغل بجانبي في المصلحة الإقتصادية والإدارية لمندوبية وزارة الصحة. إن تحصيلك لشهادة الدكتورة بميزة مشرف جدا هي مفخرة لنا جميعا، وهي بمثابة بداية الطريق لشاب طموح مثلك، يسعى أن يكون مميزا في مساره المهني والشخصي، ولا شك أنك ستحقق مبتغاك وستصل إلى أهدافك. فتهانينا الحارة لك السي عبد الحفيظ ماموح و كلنا أمل على أن يسير كل شباب وطننا على ما سرت عليه بمثابرة و إصرار على تسلق الدرجات و النهل من أصناف العلوم و مجابهة الصعاب بالعزيمة و الصبر الذي لمسناه فيك منذ عرفناك مواظبا يضطلع بواجباته كاملة بوعي و مسؤولية.