يستغرب المرء عندما يهم لقصد حي "بوبلاوا" الحامل للتسمية الإسبانية أو حي بوكراع الحديث النشأة إنطلاقا من حي "باريولاتا" الحامل بدوره للتسمية الإسبانية، إذ يتعذر الإنتقال بين هذه الأحياء باستعمال ناقلة سواء كانت سيارة صغيرة نظرا لوجود قنطرة ضيقة مشيدة في عهد الإستعمار على الوادي المار جنب ملعب الشريف محمد أمزيان و التي لا تتسع إلا للراجلين لا غير، ولذلك يضطر كل صاحب ناقلة لركنها بحي باريولاتا و الإنتقال مشيا على الاقدام عبر هذه القنطرة التحفة صوب مقصوده بحي بوكراع او بوبلاو. فبالرغم مما يشهده المغرب بصفة عامة و الناظور بصفة خاصة من مشاريع همت مختلف الميادين و بخاصة تجهيز الطرقات و المسالك و القناطر خارج المجال الحضري و داخله، إلا أن هذه القنطرة بقيت شاهدة على أن الإسبان مروا من هنا ، و كأن المسؤولين تغاضوا عن إصلاحها و توسيعها عقابا للساكنة على الإسمين الأجنبيين الذين يحملانهما حييهما "بوبلاو" و "باريولاتا". ففي الوقت الذي نجد فيه جوانب كثيرة من الحيز الترابي لبلدية ازغنغان تتحرك فيه آلة الإصلاح و التهيئة الحضرية من قبل السلطات المنتخبة و في بعض الأحيان بتدخل من هيئات المجتمع المدني ، في حين بقي الجانب الذي يضم الأحياء السالفة الذكر خارج التغطية سواء فيما يتعلق بتشييد المسالك أو بتهيئة الوادي الفاصل بين هذه الأحياء و الذي يشكل خطرا على صحة الساكنة بعدما تحول لمصب لمياه الصرف الصحي و حاوية للنفايات المنزلية. بعض متتبعي الشأن المحلي بمدينة ازغنغان يرجعون تغاضي السلطات المنتخبة عن إصلاح هذه القنطرة و توسيعها إلى الفوضى التي عرفها البناء و التوسع العمراني بحي بوكراع الحديث النشأة ، حيث توسع هذا الحي بشكل عشوائي دون احترام لقوانين التعمير و التهيئة العمرانية و الحضرية التي تفسح المجال لوجود مسالك و شوارع لا تقل عن ستة أمتار، هذا الذي لم يتم إحترامه في هذا الحي رغم حداثته إذ تتداخل البنايات بعضها في بعض و لا وجود لأزقة مستوية تشجع على تشييد قنطرة تربط بين مسلكين واضحي المعالم، إلى درجة وجود بعض المنازل على حافة الوادي بالرغم مما يشكله ذلك من خطر عليها و على صحة ساكنيها.