توافد الآلاف منذ صباح اليوم السبت الموافق 22 مارس 2014 إلى ساحة "ميوزيم بلاين" وسط مدينة امستردام، ملتحقين بركب مسيرة "ضد العنصرية" دعت إليها "لجنة21 مارس" وهي ائتلاف من عدة منظمات المجتمع المدني، و حركات شبابية والذين طالبوا الجميع إلى النزول للشارع تحت شعار" معا ضد العنصرية والتمييز" كما شاركهم العديد من المنظمات الهولندية والأجنبية والكنائس والمساجد في هولندا ، داعين الجميع الى المشاركة في المظاهرة والنزول إلى الساحة. في ذات الساحة حيث احتشد آلاف المتظاهرين الذي قدر عددهم - حسب المنظمين - بأكثر من عشرة ألف متظاهر في مظاهرة وطنية عارمة ضمت آلاف الهولنديين و"الأجانب" بمناسبة اليوم العالمي ضد العنصرية. وقامت سلطات الأمن بتأمين المظاهرة والتجمع عن بعد، بعد ان انتشر بعض رجال الأمن والإستخبارات، تحسبا لوقوع أي طارئ، غير أن المظاهرة سارت في هدوء...وسلام. وجاءت تظاهرة هذه السنة مسطرة لها خمس نقاط أساسية تتعلق في المجمل بالتمييز في التعليم والتوظيف... تغريم الشركات التي ترفض تشغيل الأجانب ... ان تؤخد جميع اسباب التمييز على محمل الجد بما في ذلك المتعلقة بالجنسية المثلية والعنصرية ومعاداة السامية... أن تحدث تقارير مستقلة عن تجاوزات الشرطة الهولندية.. أن يكون لجميع اللاجئين الحق في الغذاء والمأوى والملبس وإيلاء المزيد من الاهتمام لهذه الفئة حتى يتسنى عكس الأوضاع السائدة ... إيلاء المزيد من الاهتمام في التعليم لماضي هولندا من الاستعمار ... و"العبودية".. الخ.!! مغاربة هولندا كانوا هم كذلك في قلب الحدث وبأعداد كبيرة فاقت بعض "التصورات" بعد ان طالبوا الجميع إلى النزول للشارع تحت شعار" كلنا مغاربة " خاصة بعد التصريحات الأخيرة لليميني المتطرف والمعادي للأجانب وللمغاربة على الخصوص خيرت فيلدرز. بعد ان كان قد وعد انصاره الأسبوع الماضي اثناء حشد انتخابي في العاصمة السياسية لاهاي بتعهده السعي لتقليل مغاربة هولندا حين خاطبهم متسائلا: "هل تريدون مغاربه اكثر، ام اقل، في هذه المدينة، وفي هولندا؟" وهو ما رد عليه أتباعه بالقول وبصوت عال جدا :" اقل.. اقل"، فأجابهم فيلدرز مبتسما : "سنقوم بذلك"، وسط هتافات رضا واستحسان من ذات الأنصار . وكان الآلاف من المغاربة قدموا شكاوي ضده للضغط من اجل محاكمته على اقواله وأفعاله بتهمة العنصرية والتمييز وإحداث "الفتن". وحمل المتظاهرون من مغاربة هولندا خلال المظاهرة لافتات مختلفة طغت عليها عبارات ضد العنصرية . (هنا في هولندا نقول "تفوا" ضد العنصرية ) كما عبارات أخرى ضد فيلدرز من قبيل (فيلدرز العنصري) و(حزب الحرية هو حزب الكراهية) (الخوف من الإسلام هو السم !!)، و(أنت (=فيلدرز) تعرض التعايش السلمي للدمار) الخ .. وفيما ردد آخرون عبارات مناهضة للعنصرية بكل أنواعها مثل العرق أو الدين أو اللون، طالب متظاهرون آخرون الحكومة باتخاذ إجراءات قانونية رادعة لمواجهة العنصرية، ووقف تصرفات فيلدرز المثير للفتنة بل، وتقديمه للمساءلة القانونية بسبب إثارته العداء في المجتمع الهولندي. وقال متحدث يمثل احد الجمعيات المغربية ردا على الممارسات العنصرية لفيلدرز : "اننا كلنا سواسية اجانب وهولنديين ومن كل فئات المجتمع . بل اننا كلنا هولنديون ...وكفى حديثا عن الاجانب كأشخاص غير شرعيين... إن فيلدرز ومن سار سيره يهينون الكرامة البشرية." وقال متحدثا آخر من احد الداعيين لهذه المظاهرة وعضو برلماني سابق " اننا نرى هذا اليوم كل فئات المجتمع متحدة معا ضد العنصرية .. كلنا ضد العنصرية والتمييز والإقصاء"..ومن المتحدثين كذلك من رأى ان السياسة التي يتبعها فيلدرز في قراراته وتصريحاته لا تختلف كثيرا بل انها لا تختلف في شيء عن السياسة النازية.. فيما ألقت شخصيات هولندية ومغربية معروفة كلمات حثت فيها على التعايش السلمي ونبذ اكل اشكال لكراهية والعنصرية، ودعت إلى التعبير الهادئ عن حرية الرأي دون عنف أو إساءة للآخرين . وأجمع جميع المتحدثين في النهاية على انه يجب على الجميع هولنديين واجانب العمل معا وفي صف واحد من اجل نبذ كل اشكال التمييز واستئصال شأفة الفصل العنصري وجميع أشكال العنصرية كما من اجل الدفاع عن كل حقوق " المهاجر" المشروعة والتي سنتها بنود من الدستور الهولندي، والعمل على دفع الحكومة الى صيانة مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها والنهوض بها، وضمان تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، ومهما كانت هذه الحقوق عامة، أوخاصة. هكذا ومن وسط ساحة ميدان أمستردام التي شهدت الكثير من الأحداث المناهضة للتمييز والعنصرية ، أكد جميع المتظاهرين من مهاجرين ومن أبناء هولندا ومن مغاربة هولندا بالخصوص بأن هذه البلاد لم يعد للتمييز والعنصرية فيها مكاناً وإنما هي اليوم " بلاد الجميع .. وللجميع ".