تشتكي في الآونة الأخيرة ساكنة جماعة تاليليت من القطع المفاجئ والمتعمد للإنارة العمومية وذلك بعد إقدام كل من رئيس الجماعة ومسؤلوا الصيانة في المكتب الوطني للكهرباء على قطع التيار الكهربائي للشوارع يوم الأربعاء المنصرم 26.02.2014 وذلك على مستوى الشطر الممتد من أنوال، تربيعت، بوسمايو، تليليت، إلى أولاد الطاهر.. أما تاليوين فقد أجلوها إلى يوم الأربعاء المقبل. الأمر الذي تسبب في تعطيل مصالح المواطنين بل في تشكيل خطورة كبيرة على حياة مستعملي الطريق ليلا. هذا القطع المتعمد لإنارة الشوارع والأزقة ترك ساكنة الجماعة في ظلام حالك والذي يستنكرونه بشدة ويعتبرونه استهتارا بهم وضياعا لمصالحهم، ولا يزال الناس في الظلام إلى حد كتابة هذه السطور. أما المسئولون في الجماعة ومصلحة الكهرباء فيتشبثون بهذا القرار لأسباب اعتبرها السكان "حجج واهية ومفتعلة " ربما لتصفية حسابات شخصية. فعلى سبيل المثال يزعمون أن السبب الرئيسي يعزوا إلى خلاف وشجار نشب بين مواطنين اثنين حول إنارة الشارع في أنوال والذين احتكما إلى عمالة الدريوش فجاء القرار من هناك ببتر أسلاك أعمدة الإنارة كل شوارع الجماعة !! وهو نفس القرار الذي صادق عليه رئيس الجماعة. لكنها تبقى أسباب واهية ومتضاربة ونحن نعلم المثل المغربي المشهور " سمكة واحدة تفسد العدلان ". يصيف أحد السكان، أحمد، أن أزمة الظلام الدامس الذي تعاني منه جل القرى والدواوير يضطر الناس بسببها إلى اللجوء إلى آستعمال المصابيح اليدوية التقليدية وأن هذه الأزمة تحول دون قدرتهم على التحرك والتنقل ليلا بين قرى الجماعة لقضاء حوائجهم اليومية بشكل مريح. كما يؤكد لنا ،سعيد، أن العملية تمت يوم الأربعاء باكرا وبعدما استفسر أحد مسؤولوا الصيانة حول هذا القرار وأن معظم الناس يملكون رخصة الإنارة فكيف تجرؤون على قطع الكهرباء؟ لكن المسؤول أجاب بكل جرأة ووقاحة أن هذا القرار عشوائي وسيتم سحب كل رخص إنارة الطرق من المواطنين، وأن هدفهم هو الإفساد في الأرض!! وتزايدت شكاوى الناس مجددا وقال، عبد الرحمن، أنه هوى في حفرة لم يرها بسبب الظلام ولولا حفظ الله له لتكسرت قدمه ! أضف إلى كل هذه المخاطر، فقد سقطت أرضا عدة أعمدة للإنارة العمومية كما في الصور أسفله التي التقطت في دوار أولاد الطاهر ودواوير أخرى من الجماعة، وأعمدة أخرى في طريقها إلى السقوط، مما يحول دون مرور العربات من أسفلها بسبب الأسلاك الكهربائية المُتَدنِّية. ويؤكد العديد من المواطنين في الجماعة أن استمرار إطفاء الإنارة العمومية عن الطرق يؤدي لزيادة عدد الحوادث المرورية يوميا على الطرق التي تفتقر إلى أدنى مستويات السلامة كالعواكس الليلية، دون أن ننس الحالة الرديئة للطريق الرئيسي الحالي 6205 رغم الإصلاح. وبسبب سياسة الظلم والحكرة التي آنتهجها رئيس جماعة تاليليت أحمد أوراغ، منذ وصوله إلى هذا المنصب وفي ظل الغياب الكامل للمسؤولين بل والإستهتار والوقاحة التي سمعناها منهم، فسترفع ساكنة الجماعة قريبا شكاية ضد رئيس الجماعة وضد من قام بهذه الفعلة الشنيعة إلى عمالة إقليم الدريوش وإلى جهات أخرى مختصة مصحوبة بأسماء وتوقيعات الساكنة لعلها تلق آذانا صاغية وآستجابة فورية. نعود للأسباب التي تروج حول قطع الكهرباء. نحن نعلم أن تخفيف الأحمال عن الشبكة ومواجهتها وتحسين الجهد عن الخطوط تتم بشكل تناوبي بين أعمدة الإنارة وليس بهذا الشكل البشع الذي يعاني منه الناس حاليا. فأين المخطط الإستعجالي الذي تتبناه وزارة التجهيز للإنارة العمومية؟ وأين نحن من مشروع الوزارة لتجهيز شبكة الإنارة العمومية من أجل توفير الأمن وتسهيل السير والجولان للسكان؟ وأين نحن من كل هذه المشاريع الضخمة التي لايصلنا منها إلا الوهم، أما الحقيقة فواقع مرير نعيشه إلى حد الساعة. فبينما تحضى المدن الكبرى كالدار البيضاء ووجدة بانطلاق وتهيئ المشاريع الكبرى المهيكلة هذا العام بما في ذلك الإنارة العمومية والتي سيكتمل تجهيزها قبل نهاية العام الحالي، تبقى القرى في معزل عن كل هذه المشاريع. وبالرغم من انطلاق مشروع الإنارة العمومية في دجنبر 2013 الذي أطلقته عمالة الإقليم وبلدية الدريوش والذي تخلصت الدريوش المركز والدواوير المجاورة بشكل تام من مشكل الإنارة، إلا أن ساكنة جماعة تاليليت قد أقصيت وأبعدت عن هذا المشروع تماما. وفي إطار الحرص على استقلالية الكهرباء عن مدينة الدريوش يُعربُ عدد من المواطنين عن أملهم في أن يتم العمل على إعادة الإنارة إلى الشوارع بشكل يرفع نسبة الحماية على الطرق للحفاظ على أرواح المواطنين التي تعتبر الهدف الاسمى لكل الدول.