ترأس وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق برفقة الكاتب العام لمجلس العلمي الاعلى السيد محمد يسف يوم الأثنين 27 يناير الجاري بمقر عمالة اقليم الدريوش حفل تنصيب رئيس المجلس العلمي المحلي باقليم الدريوش .وذكر السيد التوفيق, في كلمة بالمناسبة, بالقرار الملكي السامي بتوسيع خارطة المجالس العلمية, حيث يصبح لكل إقليم أو عمالة مجلس علمي محلي, وذلك في إطار مقاربة تنبني على مبدأ القرب فيما يتعلق بالمجال الديني. وأوضح أحمد التوفيق ، في كلمة توجيهية ألقاها بمقر عمالة الفقيه بن صالح خلال حفل تنصيب رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي للإقليم الفتي ، أنه يتعين على العلماء والأئمة أن يكونوا نبراسا في السلوك القويم وقدوة في العمل الجاد لتبصير الناس بكل ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم . وأشار إلى أن المملكة المغربية حباها الله سبحانه وتعالى بفضائل كثيرة ، فوجب على أهلها المحافظة عليها ومن بينها إمارة المؤمنين التي تقوم بأمر شرعي واحد يتمثل في العمل على قضاء حاجيات العباد وضمان أمنهم دينيا ودنيويا ، استنادا إلى مبدأ البيعة القائمة بين أمير المؤمنين ورعاياه في مختلف أنحاء البلاد . وذكر أن تنصيب السيد بنعيسى بيوزان رئيس المجلس العلمي المحلي باقليم الدريوش، جاء بعد الولاية الثانية على إحداث هذا الإقليم الفتي ، لينهض علماء هذه المنطقة برسالتهم في تنوير المواطنين بشؤونهم الدينية ومعاملاتهم الدنيوية ، داعيا أعضاء المجلس إلى التقرب من المواطنين ومساعدتهم على القيام بأعمال الخير والتصدي بقوة لكل أشكال الانحراف عن الطريق السوي خاصة في أوساط الشباب. وقال وزير الأوقاف، في هذا السياق، أن الاجتهاد مطلوب في كل عمل من أعمال المجالس بشرط أن يكون في المصلحة العامة وأن لا يخرج عن ثوابت الأمة ، وأوضح أن هذه البيعة التي هي عقد متجدد بين الحاكم والمحكومين تقع على أربعة أمور يسميها العلماء ب''مقاصد الدين'' أو ب''كليات الدين'' وهي ''حفظ الدين'' و''حفظ الأنفس'' و''حفظ الأموال'' و''حفظ الأعراض ''. وأكد أيضا أن إنشاء المجالس العلمية المحلية ليس بدعة جديدة بقدر ما هي إحياء لمشيخة العلماء التي كانت تتواجد في كل عصر من العصور السابقة ومنذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، علماء وأئمة يفتون الناس في أمورهم الدينية والدنيوية لما فيه صالح الأمة حاضرا ومستقبلا. ومن جهته ، ذكر محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى أن إحداث المجالس العلمية ضرورة ملحة لتأطير الأئمة والعلماء لجعلهم قادرين على القيام بمهامهم على أحسن وجه ، وحماية المساجد التي لعبت عبر التاريخ دورا دينيا واجتماعيا . وأوضح أن صاحب الجلالة قرر إعادة تهيئة الوظيفة الدينية بإعطاء الأئمة كل الوسائل والآليات التي تجعلهم قادرين على القيام بمهمة الإمامة وخدمة الجماعة في كل ما يتعلق بحياتها الدينية والاجتماعية والتقرب من المواطنين وتفقيههم في شؤون دينهم حتى لا يخرجوا عن ثوابت الأمة وعن القيم التي أجمع عليها أهل السنة والجماعة. وفي ختام هذا الحفل ، الذي حضره عامل إقليم الدريوش السيد جمال خلوق والكاتب العام للعمالة والمنتخبون والعلماء والأئمة ، هنأ وزير الأوقاف رئيس المجلس بنعيسى بيوزان على الثقة التي وضعت فيه باختياره مسير المجلس العلمي المحلي ، متمنيا أن يكون عند حسن الظن ، كما دعاه إلى التعاون مع مختلف الأجهزة الإدارية ومع مختلف التنظيمات لما فيه خير ساكنة المنطقة .