استمرارا في حمل مشعل الفعل الثقافي والفني بالريف، تستعد كل من إمزورن، و تحت شعار "أية ثقافة، أية ديموقراطية و مجال"، احتضن المركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بمدينة إمزورن حفل افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان الحسيمة المسرحي الذي تسهر جمعية فرقة الريف للمسرح الأمازيغي و الفضاء الأورومتوسطي لفنون الفرجة على تنظيمه في الفترة الممتدة من 24 إلى 28 دجنبر الجاري رفقة عدة شركاء. وقد افتتح المهرجان بمقطوعات موسيقية من التراث الموسيقي الريفي أدتها فرقة الشيخ عيسى قبل أن تتلى بعض الكلمات على الجمهور الحاضر كان أولها لرئيس المهرجان السيد لعزيز الإبراهيمي الذي رحب بالحاضرين و شكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إقامة هذا المهرجان و استمراريته للسنة الخامسة على التوالي، كما نوه السيد كمال بليمون المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة في كلمته بالمجهودات التي تقوم بها فرقة الريف للمسرح الأمازيغي للرقي بالفن و المسرح بالمنطقة و هو التنويه الذي لاقته الفرقة كذلك من رئيس المجلس البلدي لمدينة إمزورن السيد محمد أزغاي و الذي شكر بدوره إدارة المهرجان على التفاتتها لمدينة إمزورن بإقامة حفل الافتتاح بها و كذا عرض عدد من فقراته بها. و قد كان لقاء جمهور مدينة إمزورن مع مسرحية "إمشضاح" لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي و هي من تشخيص كل من حدوش بوتزوكنت، محمد بنسعيد و الفنانة الشابة مومنة صديقي، و توثيق نبيل قوبع، محافظة عامة أميمة الفقيه إبراهيمي، و إدارة عمر الموساوي فيما يتكلف محسن بوزمبو بالسينوغرافيا، المسرحية من تأليف لعزيز ابراهيمي و إخراج فريدريك فوزيبي. و تتناول مسرحية "إمشضاح" التي تعني الراقصون، قصة وحكاية الفقيه والمغني اللذان تجمع بينهما الحياة في إحدى المباني التاريخية التي يستعملها الناس لعدة أغراض، فهذا المبنى أو "أمرابض" المقدس بمفهومه الثقافي يلعب دور الطبيب ومعهد الفنون، ومسجد العبادة، وملتقى الطبخ والموائد اللذيذة،... وهو أيضا موقع سياحي يجلب إليه الكثير من الشعراء والفنانين وكل من يبحث عن المتعة لما يتميز به موقعه من إطلالة خلابة على السهول الخصبة وكذلك مياه البحر الزرقاء،... هكذا شاءت الأقدار أن يقطن هذا المكان فنان اسمه "موحند أمذياز" ورجل دين اسمه "دحمان الفقيه" ليبدأ الجدال والنقاش بينهم حول أمور الحياة حيث يتطور هذا اللقاء إلى التحالف تارة وتارة أخرى يتحول إلى الصراع الشديد ليمتد ذلك إلى زوار المبنى بل و يتعداه إلى سكان الدواوير والحواضر المجاورة ليصل قمته في علاقة هذا الثنائي بثنائي آخر حاضر بقوة في الأحداث هن "ميمونت" و" صليحة" إحدى الشخصيتين المختلفتين المتناقضتين. و قد انفتحت الدورة الخامسة من مهرجان الحسيمة المسرحي على عدة مناطق كالحسيمة، إمزورن، بني بوعياش و آيث حذيفة حيث سيتم خلال فترة المهرجان عرض عدد من الأعمال المسرحية لفرق محلية، وطنية و دولية إضافة إلى عدة الأنشطة الفنية و التربوية و الدورات التكوينة، كما سيتم خلال هذه النسخة تكريم عدد من الشخصيات الفنية والإعلامية التي قدمت الشيء الكثير للفن والثقافة بمنطقة الريف.