يعتبر البحر الأبيض المتوسط نظاما بيئيا حساسا، حيث تعيش فيه الكائنات البحرية في علاقات غذائية تتسم تارة بالتعاون والتعايش وتارة أخرى بالتطفل والتنافس من أجل البقاء، أما بالنسبة لإقليم الحسيمة الذي يتوفر على ساحل يقدر طوله بحوالي 72 كيلومتر، فيعتبر البحر مجالا حيويا لممارسة بعض الأنشطة الإقتصادية . من جهة يشكل البحر مصدرا مهما للثروة السمكية بالإقليم, ويمكن اعتبار الصيد البحري نشاطا اقتصاديا رئيسيا لساكنة الحسيمة بخلقه لأكثر من 5000 منصب شغل بشكل مباشر و غير مباشر, فرغم توفر الإقليم على ميناءين ( الحسيمة و كلايريس) إلا أن الصيد البحري يتسم بطابع تقليدي أي غير عصري لممارسة الصيد في أعالي البحار, كما أن الإقليم كان يتوفر على وحدة صناعية لمعالجة المرجان الذي بلغت كمياته "المصرح" باستخراحها من البحر سنة 2002 حوالي 11.992 كيلوغرام حسب المفتشية الجهوية لإعداد التراب الوطني و البيئة !!. و من جهة أخرى يلعب البحر دورا مهما في قطاع السياحة, فتوفر الإقليم على مجموعة من الشواطئ المتنوعة مكنته من استقطاب العديد من السياح المحليين للإستجمام و ممارسة بعض الرياضات البحرية, لكن ما يميز ساحل الحسيمة هو تنوعه و ثراؤه البيولوجي قل نظيره على المستوى الوطني. على سبيل المثال يمكن لهواة رياضة الغوص الحرالتمتع بالمناظر الجميلة والتنوع الحيواني و النباتي البحري الذي يزخر به خليج " بورفحم", وهي المنطقة الصخرية المتواجدة على يمين شاطئ إسلي, حيث استطعنا رصد مجموعة من الأنواع الحيوانية-النباتية والتعرف على إسمها العلمي بالإعتماد على دليل المجال البحري بالمنتزه الوطني للحسيمة, في صنف الأسماك نجد " بوسنان Diplodus vulgaris " و " بوذيو Symphodus tinca " وأنواع أخرى من الأسماك لم نتمكن من التعرف على اسمها العلمي, أما في صنف الطحالب فقاع بورفحم عبارة عن لوحة فنية طبيعية تكسوها الطحالب الخضراء ( مثل Ulva fasciata ) و السمراء ( مثلystoseira و padina pavonica ) وأنواع أخرى من الطحالب الحمراء (مثل jania rubens), صنف شوكيات الجلد شائعة جدا بالمنطقة,حيث نجد كل من "خيار البحر Holothuria" و" قنفذ البحر Arbacia lixula". إن هذا التنوع البيولوجي الفريد الذي يزخر به الإقليم مكن من تشجيع ممارسة السياحة البيئية العلمية عبر توافد العديد من طلبة العلم من مختلف الجامعات الوطنية لدراسة التنوع البحري خصوصا بالمنتزه الوطني للحسيمة.