احتفاء بالسنة الهجرية الجديدة 1434 التي تؤرخ لحدث هجرة سيدنا محمد (ص)، وتخليدا لذكريي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم جرسيف بتعاون مع ودادية حمرية الشمالية يوم الأحد 03 محرم 1434ه/18 نونبر 2012م حفلا دينيا بمسجد حمرية الشمالية بجرسيف، حضره رئيس المجلس العلمي وأعضاؤه ورئيس الودادية والمسيرون لها، وممثل المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، وعدد من الفقهاء وطلبة المدرسة القرآنية بحمرية الشمالية، وجمع غفير من المواطنين . افتُتِح هذا النشاط بترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى السيد عبد الله بهير عضو المجلس كلمة ترحيبية بالمناسبة ذكر فيها بالإطار الذي يندرج فيه هذا الحفل الديني وشكر كل الحاضرين والحاضرات والمشاركين والمساهمين في إنجاحه وعلى رأسهم ودادية الماء الصالح للشرب بحمرية الشمالية والمجلس العلمي المحلي، وأكد حرص المؤسسة العلمية على الاعتناء بالثوابت الدينية والوطنية ضمن أنشطتها المبرمجة سنويا وشهريا. بعد ذلك ألقى الأستاذ عبد العزيز الحفياني درسا دينيا بعنوان: عبر ودروس من الذكريات الدينية والوطنية، ركز فيها على ما يجدر بالمواطن المغربي أن يستخلصه من قصة الهجرة النبوية وخاصة التحول الذي رسمته في تاريخ البشرية عامة والدعوة الإسلامية خاصة، وبين أنها ذكرى تزيد المؤمن حبا لله تعالى ورسوله الكريم (ص)، كما وضح للحاضرين أهمية التأريخ الهجري في حياة المسلم لأنه هو التوقيت الشرعي المعتمد في أداء الشعائر والأعمال التعبدية (وقت الحج، وأداء الزكاة، والصيام، والعدة...). ولأن حب الأوطان من الإيمان، فقد ذكّر بالتضحيات التي قدمها المغاربة إبان فترة الاحتلال الغاشم في سبيل نيل الحرية والاستقلال وحماية الثوابت الدينية والوطنية بقيادة الملكين المجاهدين المغفور لهما محمد الخامس ووارث سره الحسن الثاني رحمهما الله تعالى، لكي ننعم نحن بالأمن والاستقرار والرخاء. واختتم كلمته بحثِّ الحاضرين صغارا وكبارا على الدفاع عن مقدسات البلاد في كل زمان ومكان بما في ذلك الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة التي أكدتها المسيرة الخضراء المظفرة، كما أثنى على الجنود المرابطين لحماية حدود وثغور هذا البلد الأمين وشعبه، ودعا الحاضرين إلى الإكثار من الدعاء معهم بالنصر والتوفيق، والترحم دائما على شهداء الاستقلال والوحدة الترابية الذين سيظلون مفخرة لأمتنا على مر التاريخ. وقد تخلل هذا الحفل الديني وصلات من الأمداح النبوية والأناشيد الدينية أداها طلبة وطالبات مدرسة حمرية الشمالية لتدريس القرآن الكريم، وقصائد في فضل القرآن الكريم وأهله أنشدها بعض أئمة وفقهاء المنطقة، واختتم هذا النشاط المبارك برفع أكف الضراعة للعلي القدير لينصر أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس ويحفظه في ولي عهده مولاي الحسن وصنوه مولاي رشيد وسائر أفراد أسرته الشريفة، وأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله ثراهما وجميع الشهداء والمدافعين عن ديننا ووطننا إنه هو الغفور الرحيم.