في علم النفس، هناك ما يسمى ب"العلاج بالصدمة"، حيث يُجبر المريض على مواجهة مخاوفه، حتى يتحرر منها ويتجاوزها. واليوم، جاء الهلال الرياضي الناظوري ليصدمكم جميعًا، ليعري الحقيقة التي تحاولون طمسها، ويكشف حجم الإهمال الذي أغرقتم فيه الرياضة في هذه المدينة. فوزه المستحق على النادي المكناسي لم يكن مجرد انتصار في مباراة لكرة القدم، بل كان صفعة مدوية، هزّت أركان من توهموا أن الرياضة يمكن أن تظل حبيسة اللامبالاة والتجاهل. الهلال، هذا الفريق الذي يحمل في ذاكرته مجدًا تليدًا، والذي دفعته أيادٍ متخاذلة إلى متاهات أقسام الهواة، أتى اليوم ليذكركم بأنه لا يموت، وأنه قادر على بعث نفسه من تحت الركام. ليس بالمعجزات، بل بإرادة لاعبيه، بشغف جماهيره، بعرق مناضليه الذين لا يزالون يؤمنون بأن هذا الفريق يستحق الأفضل. لكن ما الذي فعلتموه أنتم؟ من الذين بيدهم القرار، من الذين تكدست أرصدتهم، من الذين تتساقط أموالهم في كل الاتجاهات إلا صوب هذه المدينة التي ما زالت تنتظر؟!