لقن المنتخب الغابوني لكرة القدم نظيره المغربي درسا قاسيا وأطاح به مبكرا من بطولة كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين بالتغلب عليه 3-2 الجمعة في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والغابون. وكشر فهود الغابون عن أنيابهم مجددا وفجروا مفاجأة كبيرة في البطولة الحالية بعدما حجزوا مقعدهم في دور الثمانية على حساب المنتخب المغربي أحد المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب أو على بلوغ الأدوار النهائية. ورفع فهود الغابون رصيدهم إلى ست نقاط بعدما حققوا فوزين متتاليين ليتصدروا المجموعة بفارق الأهداف فقط أمام المنتخب التونسي الذي تأهل هو الآخر لدور الثمانية في البطولة إثر فوزه على منتخب النيجر 2-1 في وقت سابق. وودع المنتخب المغربي (أسود الأطلس) البطولة مبكرا بعدما احتل المركز الأخير بلا رصيد من النقاط حيث مني الجمعة بالهزيمة الثانية على التوالي ليرافق منتخب النيجر إلى خارج البطولة. ويلتقي المنتخبان الغابوني والتونسي الثلاثاء المقبل على صدارة المجموعة بينما يلتقي منتخبا المغرب والنيجر في لقاء بلا فائدة. ونجح المنتخب الغابوني في تحويل تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوز رائع ومستحق في الشوط الثاني ليلحق مع نظيره التونسي بمنتخبي غينيا الاستوائية وساحل العاج في دور الثمانية. وتقدم المنتخب المغربي بهدف مبكر سجله حسين خرجة في الدقيقة 25 ثم رد المنتخب الغابوني بهدفين متتاليين سجلهما بيير أوباميانغ والبديل دانيال كوزين في الدقيقتين 77 و79 . وبينما استعد الفريق صاحب الأرض للاحتفال بالفوز، احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب المغربي إثر لمسة يد وتقدم خرجة لتسديدها معلنا عن هدف التعادل في الدقيقة 90 ولكن المنتخب الغابوني لم ييأس وواصل هجومه المكثف ليسجل برونو مبانانغوي زيتا هدف الفوز من ضربة حرة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع. ورفع خرجة بذلك رصيده إلى ثلاثة أهداف في البطولة الحالية ليقتسم مع الأنغولي مانوتشو صدارة قائمة هدافي البطولة قبل أن يودع البطولة تاركا صراع الهدافين. وقدم الفريقان أداء سريعا منذ الدقيقة الأولى من المباراة وإن كان المنتخب المغربي هو الأكثر هجوما وخطورة حيث بدأ اللقاء بضغط مكثف على أصحاب الأرض. وسنحت الفرصة الذهبية أمام أسود الأطلس للتقدم إثر تمريرة رائعة من يونس بلهندة في الدقيقة 14 إلى زميله كريتيان بصير المندفع من الخلف والذي سدد الكرة قوية ولكن خارج المرمى. وواصل المنتخب المغربي ضغطه الهجومي في الدقائق التالية مع بعض المحاولات غير المجدية من أصحاب الأرض. وأسفر ضغط أسود الأطلس عن هدف التقدم في الدقيقة 25 عندما حصل حسين خرجة على تمريرة بينية رائعة نجح على إثرها في تمويه الدفاع الجابوني قبل تسديد الكرة قوية بيسراه في اتجاه الزاوية البعيدة على يسار حارس المرمى الغابوني محرزا هدف التقدم. وحاول المنتخب الجابوني الرد في الدقيقة 26 عن طريق تمريرة عرضية من ناحية اليمين قابلها بيير أوباميانغ بضربة رأس مرت خارج المرمى. ورغم الثقة التي نالها المنتخب المغربي بعد هذا الهدف، مالت الكفة تدريجيا لصالح المنتخب الغابوني في الدقائق التالية وأصبح الفريق الأكثر هجوما وخطورة وعاند الحظ لاعبيه في أكثر من كرة فضاعت كل محاولات الفريق لتسجيل هدف التعادل إما للنهاية الخاطئة للهجمات أو لتألق الدفاع المغربي. وفي المقابل، شن أسود الأطلس بعض الهجمات على فترات متباعدة ولكنه كاد يسجل الهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع لهذا الشوط لولا تدخل الدفاع في الوقت المناسب لينتهي الشوط بتقدم الأسود بهدف نظيف. ومع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب الجابوني هجومه بحثا عن هدف التعادل ولكن الحظ واصل معاندته للفريق. وسنحت الفرصة أمام الفريق في الدقيقة 49 لتسجيل هدف التعادل اثر هجمة سريعة من ناحية اليمين مرر على أثرها أوباميانغ الكرة إلى زميله البديل دانيال كوزين الذي سدد الكرة قوية ولكن حارس المرمى المغربي تصدى لها ببراعة. وبعد سلسلة من الهجمات الضائعة من المنتخب الجابوني وتراجع واضح في أداء المنتخب المغربي في الشوط الثاني، سجل أوباميانغ هدف التعادل للفريق في الدقيقة 77 . وجاء الهدف إثر رمية تماس وصلت إلى منطقة الجزاء وهيأها كوزين برأسه إلى أوباميانغ الذي لعبها بتسديدة مباشرة رائعة إلى داخل شباك المنتخب المغربي. ورد أوباميانغ الهدية إلى كوزين بعدها بدقيقتين فقط حيث مرر إليه الكرة عرضية زاحفة متقنة في الدقيقة 79 ليستدير كوزين على بعد خطوات من المرمى المغربي ويهيئ الكرة لنفسه ثم يسددها في المرمى على يسار الحارس الذي لم يستطع أن يفعل لها شيئا ليكون هدف الفوز للمنتخب الغابوني. وواصل المنتخب الغابوني مسلسل إهدار الفرص السهلة في الدقائق التالية قبل أن ينتفض أسود الأطلسي ليحصل الفريق على ضربة جزاء إثر لمسة يد داخل منطقة الجزاء سجل منها خرجة هدف التعادل ليكون الهدف الثاني له ولفريقه. ولكن المنتخب الغابوني لم ييأس وواصل هجومه المكثف ليسجل برونو مبانانجوي زيتا هدف الفوز من ضربة حرة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع حيث سددها صاروخية في الزاوية الضيقة لم يستطع الحارس المغربي إيقافها ليخرج مع فريقه من البطولة. لتتواصل كبوات المنتخب المغربي خلال نهائيات الأمم الأفريقية في الآونة الأخيرة، بعد الخروج المخزي في نسختي 2006 و2008 والغياب المفاجيئ عن نسخة 2010، يتواصل سيناريو الكبوات من جديد ليودع المغاربة المونديال الأفريقي وسط تساؤلات عديدة حول أسباب هاته الإخفاقات المتوالية.