نزيف الإجهاز عن المعالم التاريخية بالمدينة إلى متى ؟ محمد العلالي : تصوير : محمد العزوزي أضحت بناية المقاطعة الحضرية الأولى بالناظور ، آيلة للسقوط في أية لحظة ، جراء وضعيتها المهترئة ، حيث أصبح الخوف يتملك كل متوافد على مقر المؤسسة المذكورة ، إلى جانب الإستغراب الذي يسجله المتوافدين على المكان ذاته ، حول الإهمال الذي يطال المقاطعة الحضرية الأولى التي يعود تاريخ تشييد بنايتها إلى عهد الحماية ، ورغم تعرضها لتشققات خطيرة في سقفها وفي مجموعة من المكاتب التي لاتحمل من المعنى إلا الإسم ، نتيجة الوضع المخجل الذي آلت إليه البناية بمختلف مرافقها الداخلية ، والتي باتت تهدد سلامة و أرواح المواطنين إضافة إلى الموظفين الذين يشتغلون بداخلها والذين أضحت حياتهم على كف عفريت . ويظل السخط هو سيد الموقف ، والقاسم المشترك لدى المتوافد على عين المكان والمتواجد به ، في حين فظلت الجهات المسؤولة ، رغم علمها بالموضوع ، نهج سياسة النعامة ، إلى حين أن تقع الفأس في الرأس ، وتكون الحصيلة كارثية تستعصي حتى على التدخل لإنقاذ الموقف ، بدل تدخل آني مسؤول وجاد ، قصد إيجاد الحلول المناسبة ، وتدارك الموقف قبل فوات الأوان . و جدير ذكره أن بناية المقاطعة الحضرية الأولى ، تعتبر من المعالم التاريخية النادرة بمدينة الناظور التي إستثنتها ، جرائم الهدم التي تعرضت له مجموعة من المعالم الأخرى ذات البناء الكولونيالي ، التي كانت تزخر بها المدينة إلى عهد الأمس القريب ، قبل أن يتم طمس هويتها ، والإجهاز عنها عن قصد ومع سبق الإصرار والترصد ، بغية تجريد مدينة الناظور من معالمها التاريخية وخصوصياتها الثقافية ، وذلك بمباركة من جهات مسؤوؤلة رفيعة المستوى ، التي عاثت في الوجه التاريخي للمدينة فسادا ، مقابل تشجيعها لبروز تشوه عمراني لمدينة بديلة . فهل ياترى آن الأوان ، لتدخل الجهات المعنية ، قصد ترميم وإصلاح بناية المقاطعة الحضرية الأولى ، وجعلها معلمة تاريخية تعيد للمدينة بصيصا من الأمل ، حول الوجه الحضاري والثقافي والتاريخي ، الذي مافتئ سماسرة العقار ، يكدون ويجتهدون صباح مساء قصد إغتياله أمام مرئ ومسمع الجميع ، أم أن الوضع سيظل قائما ونزيف الإجهاز على المعالم التاريخية بالمدينة مستمرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؟