في أبهى حلة بزخرفة وفن معماري مغربي أصيل، ورائحة عود العرعر المنقوش المنبعثة من سقف هذه المعلمة الدينية الفذة التي أبدعت فيها يد الصانع المغربي، وحجت إليها حشود غفيرة من مسلمي المدينة، والمدن المجاورة والبعيدة اليوم الجمعة في أول حفل ديني تليت فيه آيات بينات من الذكر الحكيم، في جو من الخشوع من طرف المقرأين المغربيين المنفردين الأستاذين مصطفى بن مالك و عمر القزابري الإمام المقرئ المتميز بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء . وبعد آذان صلاة الجمعة، صعد إلى المنبر الأستاذ عبد اللطيف البكدوري الذي يشغل مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية ليلقي أول خطبة شدت الانتباه لغناها الروحي والتربوي، وباللغتين العربية والفرنسية حول دور المساجد "بيوت الله" الروحية والتربوية، انطلاقا من قوله تعالى" وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا " مستشهدا بقول الله تعالى وأحاديث نبوية تبين " أن المساجد بنيت لعبادة الله وتوحيده وتمجيده، وألا يشرك بالله، ولكن يفرد له التوحيد وتخلص له العبادة." لقد كان جوا مليئا بالود والتآخي، وخرج الجميع بعد الصلاة للاستمتاع بروعة المكان في جو ربيعي مشمس، على نغمات خرير مياه الساقية الأندلسية بمدخل المسجد ،يلتقطون صورا تذكارية تؤرخ للزمان والمكان.