المخدرات آفة اجتماعية خطيرة تنخر مجتمعنا، لكن شبابنا يعتبرونها دواء لأحزانهم و اكتئابهم، ولعل ما توصل إليه البحث الطبي و الدراسات العلمية مؤكدة على: أن المخدرات بأنواعها المختلفة سواء كانت بطريقة الأكل أو الشرب أو التدخين أو الشم أو الحقن، إذ هي السبب الأول للأمراض العقلية والنفسية والاجتماعية بعدما يقع في شباكها الكثير من الضحايا باستهداف عقولهم وأجسادهم بسموم فتاكة. ناهيك على ما تسببه من جرائم قتل بشعة مثل : ابن يقتل أمه أو العائلة بكاملها أو اغتصاب فتيات في عمر الزهر أو اعتراض هؤلاء المتعاطين لها من المارة بشتى الأسلحة البيضاء. و هذا راجع إلى التعاطي بما يسمى حبوب الهلوسة (قرقوبي )، وهذا نوع خطير بات يتعاطى له شبابنا بشكل ملفت وخطير. ومن أسباب تعاطي الشباب للمخدرات وانحرافهم هي تلك الاضطرابات الأسرية من قبيل : مشكل الطلاق، الفقر، إهمال الآباء مسؤوليتهم داخل البيت، الفراغ الممل للشباب، مخالطة أصدقاء السوء وانتشارهم بسرعة بين هذا و ذاك، وتبقى المخدرات إذن ذلك الوحش القاتل الذي يجري وراؤه الشباب وشملت هذه الآفة حتى المؤسسات التعليمية ولم تعد مقتصرة على فئة عمرية معينة أو جنس دون الآخر، وأصبحت حقيقة مفجعة يتخبط فيها الآباء والأمهات خوفا على مصير أبنائهم من الوقوع في دائرة التعاطي للمخدرات. ولهذا يجب التجنيد وتوعية الشباب سواء عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وإنشاء مواقع للحملة عبر الانترنيت ونشر مقالات في الصحف اليومية وتنظيم ندوات وإطلاق حملات التوعية في المدارس والجامعات وتنظيم زيارات للجهات والمؤسسات ومراكز محاربة المخدرات والعلاج على الإدمان ليكونوا أكثر دراية بخطورة هذه الآفة وعواقبها المرضية والسلوكية، وتكثيف الجهود للقضاء والضرب بكل قوة على مروجيها . إن الحياة هبة من الله وواجبنا الحفاظ عليها، وتسخيرها في ما أمرنا الله سبحانه وتعالى، وذلك بتجنب كل ما قد يؤدي بأنفسنا إلى التهلكة. من خلال الابتعاد عن كل ما يسبب لنا الأذى و الضرر بأجسامنا وعقولنا وكل ما يدمر علاقتنا بأسرنا و مجتمعنا ويعطل من قدراتنا على العمل و الإبداع.