أرخت الأزمة الخانقة التي تمر منها إسبانيا وباقي الدول الأوروبية بضلالها ويبدو أنها غيرت وبدأت تغير بعض المفاهيم التي سكنت عقول الكثير من الناس لعقود طويلة وكشفت أرقام رسمية صدرت منذ يومين فقط، أن في التسعة شهور الماضية، هاجر أكثر من 1113 مواطنا اسبانيا بلده واتجه نحو المغرب، ليس لاستجمام أو السياحة كما جرت العادة، بل للبحث عن "قمة عيش" هذه الأرقام التي أصدرها المعهد الوطني للإحصاء، اعتبرت "سابقة في تاريخ الاسبانيين المعاصر"، مقرا في نفس الوقت أن هذا المعطى مرده أساسا إلى "فاتورة الأزمة الاقتصادية" بالدرجة الأولى ويقصد هؤلاء الاسبان معامل مدينة طنجة أو الدارالبيضاء، بحكم تواجد عدد من رجال أعمال يحملون الجنسية الاسبانية، والذين يتضامنون مع مواطني بلدهم، حيث يعملون على تشغيلهم رغم أن أغلبهم لا يتوفر على مؤهلات علمية أو ما شبه، يقول أحد العارفين أصبح أمر هجرة الاسبان للمغرب حكاية حقيقية وليست مزحة أو شائعة مثيرة للسخرية، وعلى كل مغربي ما زالت تعشش في رأسه "أحلام الهجرة إلى الفردوس المفقود" أن يفكر مليا وأن يعيد حساباته من جديد. يضيف آخر قبل أن يختم قائلا" إن الحكاية تتكرر من جديد والمغاربة الذين رغم كل ما منحت لهم إسبانيا من أحلام ومن فرص لتحقيقها، وأيضا من ظلم كبير في حقهم ومن ميز عنصري، ها هم اليوم يجدون فرصتهم في النظر إلى الإسبان من نفس الزاوية التي نظر إليهم أجدادهم