هذا هو حي أفزار الحي المغضوب عليه، كل شئ فيه يجري عكس التيار، فلا الشوارع رممت ولا الأزقة وسعت ،بل ضيقت على أهلها في الدنيا قبل الآخرة،كأنه يوم الحشر. أينما حللت تجد مزبلة ,أينما وليت وجهك تجد أكواما متراكمة من الأكياس البلاستيكية السوداء اللون والتي تشبه في لونها لون بعض القائمين على الشأن المحلي بهذا الحي، والتي ترمز إلى النحس والاشمئزاز. استبشر المواطنون خيرا مع تأسيس جمعية تدعي التنمية من منطق أعضائها الذين اغتنوا على حساب المواطنين :لما سنحت لهم الفرصة للانقضاض عليه، كل جموعها العامة عقدت بطريقة لا شرعية ولا قانونية تختار من يستدعى لها من الساجدين الراكعين ممن ما زال يعبد الإنسان ويفضله على الواحد القهار، جمعية كان في البداية تشمر على السواعد لجمع النفايات أمام المنازل وفي الأزقة مغالطين الرأي العام بفعل الخير، يتمسكنون حتى يتمكنوا ، وفعلا لقد تمكنوا لا في شئ بل في الرمي بهذا الحي إلى الجحيم بما حمل. بل كانوا يحفرون القبور للموتى ويسيرون في الصفوف الأمامية لنيل الأجر والمغفرة حاملين في أيديهم مترا لقياس عدد الحسنات، فسبحان مبدل الأحوال انقلب السحر على الساحر وراح الحي يكتوي بنار الإهمال ، حيث حتى الشركة المكلفة بجمع النفايات ضربت عرض الحائط جميع الاتفاقيات المبرمة مع المجلس البلدي، وكرست منطق الزبونية مطبقة شعار حي نافع وآخر غير نافع. لقد كان فاعلوا الخير ومن والاهم أشد الناس حرصا على نظافة الحي ، واليوم أصبحوا يساهمون في حصار الحي ولا يستطيعون حتى جمع الازبال أمام منازلهم، بل راحوا يشتغلون في مشاريع السمسرة التي تدر عليهم أرباحا وهم قاعدون بل لم يعملوا في حياتهم. فمن يا ترى ينقذ هذا الحي من النسيان والإهمال؟؟ عبدالصمد الزياني