يمكن القول إن الإدارة العامة للأمن الوطني هي المؤسسة الأولى في المغرب التي تعطي أكثر مما تأخذ، وتقدم التضحيات الجسام دون اهتمام إعلامي ودون البحث عن التعويضات، كما يحدث في كثير من القطاعات، واليوم في وقت الشدة ومع الهجوم الكاسح لفيروس كورونا، الذي هو بتصنيف منظمة الصحة العالمية جائحة تضرب كل بلدان العالم، بينت عن حس وطني رفيع، من ناحية هي من تسهر إلى جانب مؤسسات أمنية أخرى عن تنفيذ الإجراءات الاحترازية، التي اتخذتها الدولة في مواجهة انتشار الجائحة، واستمرار حماية أمن المواطن، بالإضافة إلى مساهمة كبيرة في الصندوق المحدث لمواجهة كورونا. لقد قرر عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المساهمة ب 40 مليون درهم لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا، وذلك انخراطًا من هاتين المؤسستين الأمنيتين في التعبئة الوطنية لمكافحة هذا الوباء. ليس غريبا على مؤسسة نذرت نفسها لحماية الوطن أن تتبرع بهذا المبلغ، الذي قد يكون موجها لأغراض أخرى، لكن مواجهة الجائحة لها أولوية عند كل الوطنيين، الذين لم يجعلوا من البلاد فرصة فقط لجمع المال، وطبعا فالمؤسسة الأمنية توجد دائما في طليعة المقاومة لكل الظواهر التي تشكل خطرا على المجتمع. فالمؤسسة الأمنية انخرطت بشكل كبير في مواجهة الإرهاب، حيث تمكنت الديستي من خلال المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من ضرب العديد من الخلايا الإرهابية والقضاء عليها في مهدها وقبل أن تمر إلى التنفيذ، وما قامت به في هذا المجال يعتبر خياليا بالنظر للإمكانيات التي تتوفر عليها. كما واجهت المؤسسة الأمنية كل أنواع الجريمة العابرة للقارات وعصابات وشبكات الاتجار الدولي في المخدرات والاتجار في البشر، ويكفي أن البسيج استطاع اختراق كارتيلات المخدرات الصلبة بأمريكا اللاتينية وتمكن من توقيفها في عرض البحر. أما من حيث الإحصائيات فيما يتعلق بمحاربة الجريمة على الصعيد الداخلي فإن هناك تقدما بارزا يشهد به المواطنون، الذين يعبرون في كل وقت وحين عن ضمان الأمن والأمان بعد الاستراتيجية الجديدة التي اتخذها عبد اللطيف حموشي. وها هي اليوم تؤكد عن حس وطني رفيع بعد مساهمتها في الصندوق المحدث لمواجهة جائحة فيروس كورونا، وبينت أن الأولوية لهذه المعركة الكبيرة والخطيرة، واظهرت أن المؤسسة هي عنوان التضحية.