قال وزير الخارجية الإسباني الأسبق، ميغيل أنخيل موراتينوس، الثلاثاء 10 يوليوز بالرباط، إن المغرب يمثل نموذجا حضاريا للتعايش الاجتماعي والعيش المشترك. وأضاف موراتينوس، خلال ندوة نظمتها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة حول موضوع "تحالف الحضارات من أجل عالم متضامن"، أن " المغرب كان دائما بلدا محترما لتحالف الحضارات، وأرضا للتعايش بين مختلف الثقافات والأديان التي ساهمت بشكل فعلي في غنى ومؤهلات البلاد". وسجل أن الاهتمام الذي توليه المملكة لمسألة التحالفات حصنها ضد التعصب والتطرف والانقسام، مؤكدا أن المغرب وإسبانيا يعكسان نموذجا حقيقيا لتحالف الحضارات والتعايش بين الشعوب في سياق "تتنامى فيه المذاهب وتتقاطع فيه الأفكار ووجهات النظر فتحدث الحروب والنزاعات". وذكر بأهمية الثقافة كمصدر للقيم الحضارية والحوار، اللذين يفضيان بشكل طبيعي إلى التحالف المرغوب من قبل مجموع البلدان المكونة للمجتمع الدولي، داعيا إلى تغليب الجانب الثقافي على العلاقات المالية والمصالح. واعتبر الدبلوماسي الإسباني أن المغرب يعد من البلدان القلائل التي جعلت الثقافة والتنوع والعيش المشترك في المقام الأول، مشيرا إلى ان الجانب الثقافي يضطلع أيضا بدور في التقريب بين الشعوب ومكافحة الإرهاب وصدام الحضارات. من جانبه، أكد رئيس جمعية رباط الفتح، السيد عبد الكريم بناني، أن هذا اللقاء يروم التعريف بالثقافة المغربية وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الندوة يروم الوقوف على هذه الإشكالية لمواجهتها بشكل أفضل وتوحيد الجهود متعددة الأبعاد التي يتم بذلها من أجل النهوض بالثقافة والسلم والحوار في المنطقة وفي مجموع بلدان العالم. وأعرب عن سعادته لحضور السيد موراتينوس الذي يولي اهتماما خاصا لتعزيز العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة على المستوى الثقافي. وتندرج هذه الندوة، التي احتضنتها المكتبة الوطنية بحضور السيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، والسفير الإسباني في المغرب السيد ريكاردو دييز هوشليتنر، في إطار الدورة الثانية لمهرجان "الإكليل الثقافي".