لم تتأخر القوات المسلحة الملكية المغربية في مواكبة التطورات المتسارعة قبالة المياه الإقليمية الشمالية للمملكة ، خاصة مع توالي التحذيرات من التسللات الإرهابية وسط حشود المهاجرين السريين، وتحريك الجارة الشرقية غواصات وفرقاطات وقاذفات صواريخ وسفن إمداد وكاسحات ألغام. ولم ينحصر التأهب في البحرية الملكية على إعادة الانتشار بل دخلت فرقاطات جديدة الخدمة وتم تسليح قطع بحرية قديمة بمنصات اطلاق عائمة وقاذفات أرضية لصواريخ متطورة ، وكشفت مصادر إعلامية أن الجيش المغربي سيتسلم في المستقبل القريب فرقاطة أمريكية من طراز «كورفيت ديسكوبييرتا» التي يمكنها إطلاق صواريخ «هاربون» المضادة للغواصات. وسجلت تقارير دولية بداية التفوق البحري للمغرب بامتلاكه غواصة «تايب212» الألمانية الصنع، والقادرة على قطع مسافات طويلة في البحر، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة متطورة للقيادة والسيطرة وإدارة إطلاق النار. وتوجد في الغواصة»تايب212 « 6 أنابيب لقذف الطوربيدات وتحمل الطوربيد الثقيل من نوع «دي إم 2 أ 4»، وتستخدم نظام المعاونة الإلكترونية من النوع «إف ل 1800 يو»، وتعمل بنظام الإجراءات المضادة لخداع الطوربيدات المعادية، خاصة من النوع «ت أ ف 2000. ويتكون نظام الإجراءات المضادة لخداع الطوربيدات المعادية من 4 قواذف، كل قاذف يتكون من 10 أنابيب إطلاق أجسام خداعية مزودة بمصادر صوتية ومكبرات صوت، تعمل تحت الماء وتبعد الطوربيدات المعادية عن الغواصة. وتمكنت الفرق التقنية والعسكرية من إتمام التجارب الأولى لتجهيز الفرقاطة العملاقة «محمد السادس» بصواريخ متطورة قادرة على بلوغ أهداف على بعد مئات الكيلومترات، بما فيها الأهداف تحت البحرية، أي الغواصات، وشحن قطع أخرى بصواريخ من أحدث طراز أوربي. ونفذت الجزائر قبل أسابيع تمرينا بحريا يحمل اسم «الطوفان «، بهدف تقييم مستوى التحضير القتالي للقوات البحرية، على غرار بقية القوات الأخرى، وتأهيل مختلف الوحدات لتنفيذ المهام القتالية الخاصة، فضلا عن تقييم مستوى التعاون والتنسيق ما بين مختلف القوات. ولم يقتصر التحرك العسكري الجزائري على القوات المرابطة في المرسى الكبير لوهران، مركز القيادة البحرية في المنطقة الثالثة، إذ شملت المناورات كل الأسلحة البحرية من غواصات وسفن القيادة ونشر القوات وفرقاطات متعددة المهام وسفن قاذفة للصواريخ وسفن المدد والدعم اللوجيستيكي وقاطرات أعالي البحار وكاسحات الألغام وزوارق حراس السواحل وزوارق الإنقاذ ومروحيات الإنقاذ، فضلا عن وحدات الرماة البحريين ووحدات الغطس والأعمال التحت مائية. وأصرت قيادة الجيش الجزائري أن تكون للتمرين صفة الحرب العامة، إذ شاركت فيه كذك وحدات جوية ووحدات الدفاع الجوي، قامت بتأمين وتنفيذ عملية التغطية وحدات مشتركة من القوات البحرية والقوات البرية بكامل أفرادها وعتادها وتجهيزاتها، وهو التمرين الذي تم فيه توخى بلوغ درجة الاحترافية والدقة في تنفيذ مختلف الأعمال القتالية وفي كل الظروف. عن (الصباح)