في إطار المبادرات الجادة و الهادفة التي عودنا عليها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة منذ نشأته و خروجه إلى حيز الوجود و في أجواء روحانية،نظم المجلس حفل إفطار بفندق طون بريستول ستيفاني ببروكسيل، بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي ببلجيكا و أقطاب سياسيون من مختلف التوجهات و فعاليات جمعوية و عدد كبير من الأئمة و مسؤولي المساجد و ممثلين للديانات الأخرى و حشد كبير من أفراد جاليتنا المقيمة ببلجيكا. قبل التطرق لتفاصيل هذا الحفل الديني البهيج لا تفوتنا الفرصة دون الإشادة بمصادفة هذا اليوم للذكرى الخامسة و الخمسون لوفاة بطل الكفاح من أجل الإستقلال و محرر الأمة جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من سنة 1380 هجرية،و هي نقطة حسنة تسجل لإدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة. قبل أذان المغرب تعاقب على المنصة لتناول الكلمة في البداية السيد الدكتور خالد حجي رئيس إدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الذي رحب بالحاضرين و قدم لهم جزيل الشكر على إستجابتهم لدعوة المجلس التي تعتبر بمثابة إشارة قوية على عزم الجميع على تقوية مبادئ العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع بغض النظر عن عقائدهم و دياناتهم و ثقافاتهم و هو ما يسعى المجلس الأروبي للعلماء المغاربة دائما إلى العمل من أجله بحكمة و رزانة فائقة. بعدها تناول الكلمة معالي سفير المملكة المغربية ببلجيكا و اللوكسمبورغ السيد سمير الدهر الذي رحب بالحضور الكريم مقدما شكره للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة على هاته المبادرة القيمة التي دأب عليها كل سنة،كما أشاد معالي السفير بالدور الكبير الذي يلعبه حامي الملة و الدين مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في تكريس جهوده لنشر ثقافة التسامح و التأخي و العيش في سلم و أمان بين جميع الديانات في ظل المذهب المالكي الذي ينشر قيما كونية و منفتحة و هو ما جعل المغاربة منذ أربعة عشرة قرنا يعتنقون هذا المذهب المالكي الحنيف. الكلمة الإختتامية ألقاها الأستاذ العلامة السيد الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة تطرق فيها للترحيب بالحاضرين و تقديم الثناء لهم على إستجابتهم لدعوة المجلس الذي يعمل على الحث على التعارف و التألف و التأخي بين بني البشر،موجها نداء للجميع من أجل تظافر الجهود للعمل على إشاعة الأمن و السلام في جميع بقاع المعمور مصداقا لقوله عز و جل في سورة الإسراء الأية 70 { و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }. من جانبنا كإعلاميين لا نملك إلا التنويه و الإشادة بمثل هاته المبادرات القيمة التي تعبر عن سماحة ديننا الإسلامي الحنيف و رحابة صدر مذهبنا المالكي المتجذر في قلوب المغاربة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.