e/mail:[email protected] للمغاربة صيتا ذائعا في ترويج الإشاعة, ولان المغاربة مدمنين على الشاي فاغلب الشائعات تولد من طبخة شاي, كيف قالوا زمان " اتاي و رحمة الوالدين ما يشبع منهم الواحد "حتى أن في إجهاد الشفاه راحة للباطن, و تحقيق للدات. حينما نتحدث عن الشائعة فيتبادر للدهن أن الشائعة تروج دائما عن الفنانين مغنين كانوا أم ممثلين, بيد أنها وسيلة لجس نبض الشارع ومعرفة ردود الأفعال, دون العلم بمصدرها أو الوثوق منه, وليتسنى لمروجيها المعرفة الحقة لكل التفاصيل المبتغاة من إشاعتها. وعلى ذكر الإشاعة المقصودة، تحضرني نكثه شائعة لطالما حاول عديمو الضمير تكريس مفهوم التفرقة من خلال إشاعتها رغبة في توطين ثقافة الأرستقراطية و " البوفرية " في مجتمعنا, و لطالما تداولها عامية الناس عن جهل. و يحكى أن معلما بإحدى المؤسسات التعليمية القروية دخل على تلاميذ ته في الفصل، وطلب منهم تقديم بطاقة تعريفية، حين لحق الدور على أحدهم أجاب و - اسمي برادة يا أستاذ فأجابه - قل" برادة " نسبة إلى الجرة، مع إرخاء الراء أما " برادة " بتشديد الراء فاتركها للفاسيين هم أدرى بها, على الرغم من أن الكلمة متشابهة من حيت الكتابة, ومن هنا يظهر جليا مدى اعتزاز الأشخاص بأسمائها و مدنها الأصل غاية في التميز الواهي، كما كان يقال في المناسبات سابقا " قمح أم شعير". وعلى هدا المنوال يحتفي الأشخاص بأسمائهم لتكريس ما ذكرناه ألفا ويروجون له, وعلى النقيض من دلك آخرون يحتفون للتذكير بالمفاخر و الأمجاد لا اقل ولا أكثر، فكل مدينة أو حزب أو هيئة، لا تنسى أبدا أبنائها بل تجدها في كل مناسبة غالية تعد العدة للاحتفاء بهم, فحزب الإتحاد الاشتراكي مثلا يحيلنا على أسماء وازنة خلت كالمعطي بوعبيد وبن جلون وغيرهم, ومدينة فاس العريقة بألقاب كالفاسي أو جاره التولالي نسبة إلى تولال وهكذا دواليك، ً فلان زناتي ً، وعلان سطاتي دون تمييز بين أبناء المدينة " ولاد البلاد " أو غيرهم الأجنبي " البرانى " , فالحلول بمكان أوالانتقال إليه تيمة الوجود, وعلى أساسه تبنى الحضارات، كيف قالوا زمان"في الحركة بركة" ولتظل الأسماء راسخة ومنقوشة على مر الزمن، فالمدن ،الأحزاب وغيرها من المؤسسات تحتضن كل يوم وافدين جدد، كما هو الحال في الطبيعة. هناك دائما تغيير للأمكنة، إما لطلب العلم اوالعلاج أو الرزق, انتقال الأسماء، الأدمغة, الرساميل داخل وخارج، بل حتى خارج البلاد, ونطيل الحديث عن ظاهرة الهجرة القروية وما لها من نتائج سلبية على القرية وحتى المدينة، نراها في البرامج التلفزية و نقرؤها في المجلات و الصحف و غيرها من وسائل الإعلام ويروج أن ظاهرة تنامي مدن الصفيح من نتائج الهجرة القروية ضاربين عرض الحائط مهازل من اغتنوا من وراء ظهرها. فالظاهرة تؤثر على المدينة بأشكال عدة كالبطالة، التسول، وانتشار مدن الصفيح، والتي بدورها مدن تفتخر بأبنائها، على الرغم من أن المجالس الجماعية تجد عبا كبيراً لاستئصال هاته الظاهرة، أو حتى إيجاد أوعية عقارية لاحتوائها فالانتقال الداخلي يدفع بقاطرة التنمية, فأصحاب الأموال الطائلة ينتقلون من المدن الكبرى إلى "مدن الغفلة" وذلك من أجل اكتساح الأسواق والمراكز سواءً تعلق الأمر بمؤسسات تجدهم على قمم أهرامها، أو مجالس هم من يتفردون بزعامتها، وهذا شيء بديهي، فمنذ القدم نجد القصر و الكوخ، الغني والفقير, وآخرون يعيشون على الهامش اوعلى تجارة القوافل والترحال كما كان قديما ولكي لا نبتعد قليلا، فحتى أنا ليست من أبناء المدينة, لكن ما جعلنا نقف وقفة تريث لقضية "ولاد لبلاد". هي تلك الألفاظ المتداولة عند العامية، "عمرتوا لبلاد" «العروبية" وغيرها من الألفاظ، ولم يؤلمنا ما يكابده أبناء جاليتنا في المهجر وعلى الدوام كما وقع في ESPANE بل ناسف شديد الأسف خروج هاته المصطلحات من عدة منابر في مراكز القرار "رجع منين جيتي" فهل كلمة العودة للمدينة الأصل لصيقة فقط بالضعفاء والمحتاجين؟ ومتى تسود بيننا روابط المحبة و التعاون