توقيف مسؤول كبير ب"لاسامِير" جرّاء استضافة فريق "نهضة بركان"
في خطوة مفاجئة جديدة، أقدم جمال باعامر، المدير التنفيذي لمجموعة "سامير" لتكرير البترول، على إصدار أمر بمنع واحد من كبار مدراء المؤسسة من الولوج إلى مقر الشركة، والذي كان يتمتع بحظوة خاصة لدى المدير السعودي الجنسية واليمني الأصل منذ أزيد من 11 سنة، تاريخ ولوجه إلى شركة "سامير" مديرا للموارد البشرية، قادما من المكتب الوطني للتكوين المهني، بعد إبعاده من طرف العربي بن الشيخ، إثر اندلاع فضيحة التلاعب في مشتريات مكتب "OFPPT" الذي شغل به منصب مدير جهوي بالدارالبيضاء الكبرى. وبينما تساءلت مصادر من "سامير" عن سر موافقة مسؤولي إدارة الجمارك على تمرير مبالغ مالية مستحقة، من شهر غشت 2015 إلى يناير الجاري، لفائدة شركتين لكراء السيارات، تضعان 34 سيارة متوسطة و7 سيارات فاخرة رهن إشارة المسؤولين في "سامير"، في إطار عقد كراء طويل الأمد، على الرغم من الوضعية المالية التي تمر منها المصفاة، فإن معطيات حصلت عليها هسبريس خلصت إلى أن قرار توقيف "الرجل القوي" في "سامير"، الذي يشغل أيضا منصب عضو المكتب السياسي بحزب الأصالة والمعاصرة، تم اتخاذه من طرف جمال باعامر يوم أمس الإثنين. وجاء القرار مباشرة بعد توصل باعامر بمعلومات، من طرف مقربين له، تفيد بوجود فريق نهضة بركان لكرة القدم، الذي يرأسه فوزي لقجع، مدير الميزانية بوزارة المالية ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، في فندق "أفينتي" بالمحمدية، الذي كان مملوكا لشركة "سامير" قبل أن تقوم بإصلاحه وتفويته لشركة "كورال للمنتجعات والفنادق"، المملوكة للعمودي، والتي لم تسدد ثمنه إلى يومنا هذا. وبمجرد وصول جمال باعامر إلى الفندق، مساء أمس، ثارت ثائرته، تقول مصادر هسبريس، عندما شاهد يده اليمنى سابقا، محمد غيات، رفقة مسؤولي الفريق البركاني، الذي اعتاد النزول في الفندق والاستفادة مجانا من المرافق الرياضية المتواجدة بشركة "سامير"، وهي الامتيازات نفسها التي كان يستفيد منها كل من فريق الوداد البيضاوي، الذي يشغل به محمد غيات منصب نائب الرئيس سعيد الناصيري، وفريق شباب الريف الحسيمي، الذي يرأسه إلياس العماري، مقابل أداء شركة "سامير" لفواتير إقامة اللاعبين والأطقم المرافقة لهذه الأندية الرياضية طوال السنوات الأخيرة. وكان محمد غيات، الذي اعتبر لسنوات الرجل الثاني في الترتيب الهرمي للمسؤولين في شركة "سامير" وراء جمال باعامر، يشغل منصب مدير قطب الموارد، حيث كانت تخضع له إدارات الموارد العامة والنظم المعلوماتية والموارد البشرية والتواصل والعلاقات المؤسساتية، كما كان يضطلع بمنصب مدير عام الأكاديمية الإفريقية للتكرير، التي يوجد مقرها في قلب مصفاة "سامير"، والتي كانت مكلفة بتكوين أطر الشركة المغربية للتكرير، كما كانت تشرف على إدارة معهد اللغة الإنجليزية "وول ستريت" الذي يمتلكه جمال باعامر، حيث كان كل زبنائه من عمال شركة "سامير" والفروع التابعة لها. ونظرا لاضطلاعه بمنصب مدير عام الأكاديمية الإفريقية للتكرير فقد كان غيات عضوا في المنظمة الإفريقية للتكرير، والتي تم من خلالها التوقيع على اتفاقية لتبادل الخبرات بين "سامير" ومصفاة النيجر، حيث شرع في إرسال مجموعة من أطر "سامير" نحو هذا البلد الإفريقي للإشراف على دورات تدريبية لفائدة العمال النيجريين دون أي تعويض مادي. وبحكم مزاوجته بين منصبين في "سامير" والأكاديمية الإفريقية للتكرير، وعضو مديري بالفروع التابعة ل"سامير" بكل من "TCPP" العاملة في مجال نقل المواد البترولية و"SDCC" العاملة في مجال توزيع المحروقات بالمحطات التابعة لجمال باعامر، فإن محمد غيات كان يستفيد من أجور شهرية متعددة، وامتيازات، وسيارتين ألمانيتين فاخرتين من طراز "أوديA6"، وبطائق للتزود الشهري بالمحروقات. وكان محمد غيات، الذي فتح مؤسسة تعليمية في الدارالبيضاء، وراء العديد من التوظيفات التي شملت أفرادا من عائلته وأبناء قيادات سياسية وأفراد عائلات مسؤولين كبار، من ضمنهم المديرة الحالية للموارد البشرية التي لم تعد تأتي إلى العمل، دون الخوض في أسماء باقي التعيينات، يقول مصدر هسبريس.