خرجت شركة «سامير» المغربية لتكرير النفط، التابعة لمجموعة رجل الأعمال السعودي محمد العامودي، من مرحلة الخسارة إلى دائرة الربحية مع انطلاق المراحل الأولى من مشروع عصرنة وتجديد هياكلها الصناعية وانطلاق المصفاة الجديدة الموجهة إلى إنتاج الوقود النظيف في المنطقة الصناعية التابعة للشركة قرب مدينة المحمدية شمال الدارالبيضاء. وحققت شركة «لاسامير» أرباحا صافية بلغت 554.9 مليون درهم (67 مليون دولار) خلال 2009 بعد خسارة بقيمة 1.2 مليار درهم (144 مليون دولار) في 2008. وعلى الرغم من أن الشركة لم تعمل خلال العام الماضي سوى بنسبة 76 في المائة من طاقتها بسبب المشروع الاستثماري الضخم، فإنها تمكنت من الحفاظ على موقع الريادة في السوق المغربية بحصة 77 في المائة من سوق المنتجات النفطية باستثناء غاز البترول المسال. وبلغ الحجم الكمي لمبيعاتها 6.5 مليون طن من المحروقات بانخفاض 3 في المائة مقارنة مع سنة 2008. واستوردت الشركة 2.15 مليون طن من المحروقات لتعويض النقص في الإنتاج. وتترقب الشركة أن تشرع في الاستعمال الكامل لطاقتها الإنتاجية البالغة 6.5 مليون طن خلال العام الحالي مع انطلاق المركب الصناعي الجديد للهيدروكراكينغ في بداية الشهر الحالي. وتأثر رقم أعمال الشركة خلال 2009 بانخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، ونزل بنسبة 35 في المائة ليبلغ 27 مليار درهم (3.25 مليار دولار). وورثت الشركة عن مرحلة تجديد وعصرنة هياكلها الصناعية والتحول نحو إنتاج الوقود النظيف مديونية ثقيلة جدا، إذ أصبحت نسبة الأموال الذاتية للشركة إلى إجمالي موارد التمويل تبلغ 24 في المائة. وارتفع حجم مديونيتها إلى 10.2 مليار درهم (1.23 مليار دولار). وفي هذا السياق دخلت الشركة منذ يوليو (حزيران) 2009 في مفاوضات مع المصارف والممولين من أجل إعادة جدولة مديونيتها. وكلفت مصرف القرض الشعبي المغربي بقيادة هذه المفاوضات. وأعلنت الشركة عزمها على مواصلة الاستثمار في تطوير هياكلها الصناعية عبر إطلاق مشروع إنجاز وحدة جديدة للهيدروكراكينغ ومصنع للبيتوم بتكلفة ملياري درهم (241 مليون دولار)، وذلك بهدف اكتساب قدرة إنتاجية رادعة للمنافسة في أفق تحرير قطاع المحروقات في المغرب وطرح الحكومة لمشروع إنشاء مصفاة جديدة في منطقة الجرف الأصفر.