لاشك أن الإنترنت يشكل لكل منا نافذة علي العالم، الجميع يتجول مابين شبكات التواصل الغجتماعي والشبكات الإخبارية ونحصل من خلاله علي الفكاهة والترفيه بحيث نقضي عدد من الساعات الأمر الذي أثار اهتمام الباحثون للإجابة علي سؤال بات يتردد كثيرا هل حقا الانترنت إدمان وما تداعيات ذلك النوع من الإدمان علي سلوك وأدمغة البشر؟ وإليكم الجواب فقد رصد باحثون علامات تغيير في الدماغ مماثلة للتي تظهر على مدمني الكحول والمخدرات لدى مستخدمي الانترنت الذين يدمنون على الشبكة. إدمان الألعاب الألكترونية يعني تلف بالمادة البيضاء بالدماغ و فشل في الحياة الزوجية و الدراسة قارن الباحثون،في دراسة متخصصة، صورا إشعاعية لنشاط الدماغ عند شبان مصابين بمرض الادمان على الانترنت مع أقرانهم فوجدوا تلفا في أنسجة المادة البيضاء التي تربط الأقسام المتخصصة بالعواطف والانتباه وصنع القرارات. واكتشفت الدراسة حدوث إعاقات مماثلة لدى مدمنين آخرين بينهم المدمنون على الكحول والكوكايين. وتأتي هذه النتائج بعدما وجد باحثون في جامعة ورسيستر البريطانية ان الهواتف الذكية ايضا تسبب الادمان حتى ان كثيرا من مستخدميها يسمعون الآن اهتزازات وهمية لأنهم في لهفة دائمة على تلقي رسائل جديدة. وقال الباحثون الذي اجروا الدراسة الجديدة في الصين انها يمكن ان تساعد على ايجاد علاج لهذا الشكل من الادمان لكنهم اعترفوا بأنهم لا يعرفون ما إذا كانت التغييرات التي رصدوها في دماغ المدمن على الانترنت هي سبب ادمانه أو انها نتيجة هذه الادمان. ويُقدر عدد المدمنين على الانترنت بنحو 10 في المئة من مستخدمي الشبكة العنكبوتية التي يستغرقون فيها حتى انهم يصرفون النظر عن الأكل أو الشرب فترات طويلة. وقالت هنريتا باودن جونز الاستشارية المختصة بالتحليل النفسي في كلية امبريال في لندن والتي تدير المستشفى الحكومي الوحيد في بريطانيا لعلاج الادمان على الانترنت ان غالبية المرضى الذين يراجعون المستشفى هم من المدمنين على الالعاب الالكترونية ، الذين يقضون ساعات طويلة على العاب مختلفة تدفعهم الى تجاهل التزاماتهم. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جونز انها تعرف أشخاصا توقفوا عن حضور المحاضرات أو فشلوا في دراستهم الجامعية أو انهارت زيجاتهم لأنهم لم يتمكنوا من التواصل مع أي شيء آخر خارج اللعبة. ولفتت جونز الى ان الاتجاه العام نحو تزايد استخدام الانترنت يختلف عن الادمان على الشبكة لأن هذا الاقبال ناجم عن متطلبات الحياة العصرية وضرورة الارتباط عبر الانترنت بشأن العمل والعلاقات المهنية والاجتماعية ولكن ليس بطريقة مَرَضية.