السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة. أنا امرأةٌ مُتزوِّجة منذ أكثر مِن اثنَيْ عشرَ عامًا، ولم نُرْزَقْ بأولاد؛ فزوجي لا يُنجب، لكن هناك أملٌ في اللهِ - سبحانه وتعالى - أن أُرْزَقَ بأطفالٍ! والدة زوجي تُعاملني معاملةً سيئةً، وتُحاول التفريق بيننا، مع أني كنتُ أظن أنها ستُعاملني معاملةً حسنة لصبري على زوجي، وتحملي الحياة بدون أولاد. فهي غير مُقتنعة بالتقارير الطبيَّة، وترى أن العيبَ فيَّ! وعليه تُحاول التفريقَ بيني وبينه، هذا بالإضافة إلى غيرتها الشديدة مِن تعلُّق زوجي بي، وإظهار حبِّه لي، مع تصرُّفاتها التي تُسَبِّب لي الألم النفسيَّ، مستغلة بر زوجي لها، وخوفه من إغضابها، حتى لو كانتْ على خطأ! حاولتُ التعامُل معها برِفْقٍ، وأخذتُ بالنصائح التي تؤدِّي إلى كسْبِ قلبها، وأفعل معها أكثر مما أفعله مع والدتي، لكن للأسف كل أفعالي الحسنة تذهب هباءً منثورًا! ولا أملك إلا قول: حسبنا الله ونعم الوكيل، ويكفيني هذا. لكن بداخلي سؤالٌ لا يُفارقني ليلًا أو نهارًا، ويُغَيِّر حالتي النفسيَّة إلى الأسوأ: هل سيأتي يومٌ وأندَم فيه على ضياع سنوات عمري مع زوجٍ من الممكن أن يتأثر بهذه الضغوط ويظلمني، رغم فقدي للأمومة؟ زوجي يرى أن ما أقوله أوهام، ولا أساس لها مِن الصحة، لكني خائفة مِن أن أكون أكثر حُزنًا على أمومتي الضائعة.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي الكريمة، نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلينَ الله أن يُلْهِمَنا الرشد، ويعيذنا مِن شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، وأن يرزقك الذرية الصالحة، ويقر عينك بزوجك.
ويتَّضِح مِنْ رسالتك - أيتها الأخت الفاضلة - أنَّ زوجَك يحبك، ومتَعَلِّق بك، وأنه طيب القلب، وبينكما مودَّةٌ وحبٌّ، وأحسب أنه كذلك، ويتَّضح هذا مِن قولك: "تعلُّق زوجي بي، وإظهار حبه لي"، وأنه لن يُفَرِّط فيك مهما كانت الظروف، فأوصيك بتقوى الله، والمحافظة على علاقتك به، وقَدِّمي له أفضل ما تُقَدِّم زوجةٌ لزَوْجِها.
أمَّا فيما يتعلق بأمِّ زوجك، فأحْسِني مُعاشَرَتها، وضَعِي حُدودًا لك معها، ويكون التعامل معها بمنتهى الأدب، فهي أمٌّ، ولها احترامُها وتقديرُها، وأنا أعلم أنَّ هذا سلوكك معها بالفعل، فاسْتَمِرِّي ولتصبري ولتحتسبي، وانتظري الأجْرَ مِن المولى - جَلَّ وعلا.
وبالنسبة للأمومة الضائعة التي تتحدثين عنها، فاعلمي أنَّ كثيرًا رَزَقَهم الله بالأولاد بعد مدة طويلة، فلكلِّ أَجَلٍ كتاب، والسعيدُ مَنْ رَضِي بقدر الله فيه، كما أنَّ السعادة لا تكون بالأولاد ولا بالأموال، إنما بطاعة الله، وليس كلُّ مَن عنده أطفال سعيدًا، بل قد يكون هؤلاءِ الأبناءُ هم سبب شقاء للإنسان في الدنيا والآخرة - حفظك الله؛ لذا لا تستسلمي لمِثْل هذه الأفكار، واستعيذي بالله، وواظِبي على العبادات، ووَطِّدِي علاقتك بزوجك، وكوني على ثقةٍ تامةٍ باللطيف القدير، واعلمي أنَّ أمر المؤمن كله خير.
وأخيرًا لا أملك إلا الدعاء لكما بالتوفيق والسعادة والذُّرِّيَّة الطَّيِّبة، وأن يكتبَ لكما التوفيق والسداد، حفظك الله ورعاكِ.