في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحج، ناشدت السلطات السعودية جموع المسلمين في مختلف أنحاء العالم، تأجيل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة هذا العام بسبب أعمال التوسعة الجارية حالياً في المسجد الحرام. ودعت السلطات السعودية، عبر بيانات بثتها فضائية “القرآن الكريم”، الرسمية، والتي تبث مباشرة من المسجد الحرام في مكةالمكرمة على مدار الساعة، المسلمين إلى “ترتيب” أو “تأجيل” أداء مناسك الحج والعمرة، بسبب “الزحام الشديد” في الحرم المكي، وفقاً للتقارير. وأكد مفتى عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن قرار الحكومة السعودية تخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين لأعوام معدودة (سنتان أو ثلاث) أمر ضروري ولا بد من الاستجابة له وتطبيقه لأنه يحقق مصلحة الأمة على المدى الطويل. ونقلت صحيفة “المدينة” السعودية اليوم عن آل الشيخ، قوله حول قرار تخفيض نسب حجاج الداخل والخارج بسبب المشروعات الجارية في الحرمين الشريفين، إن تلك التوسعة والإنشاءات العظيمة هي أمور مهمة، ونافعة والمقصود منها راحة الحجيج وأداء النسك بشكل ميسر. وكان مصدر سعودي مطلع كان قد صرح مؤخراً إن التوجيهات صدرت بتخفيض أعداد حجاج الخارج بنسبة 20 بالمئة وحجاج الداخل بنسبة 50 بالمئة اعتباراً من موسم حج هذا العام الذي يبدأ في يوليو/تموز القادم، موضحاً إن الجهات المختصة عاكفة على إعداد التعليمات والترتيبات اللازمة للتنفيذ. ويبلغ تعداد حجاج الخارج نحو 1.7 مليون حاج وفي حالة تخفيضها بنسبة 20 بالمئة فإنها ستصل هذا العام لنحو 1.4 مليون حاج، بينما يبلغ حجاج الداخل نحو 1.2 مليون حاج وفي حال تخفيضهم بمقدار النصف، فإن العدد سيصل إلى نحو 600 ألف حاج، ومن ثم يصبح العدد الإجمالي المتوقع بعد التخفيضات نحو مليوني حاج بدلاً من ثلاثة ملايين. وتأتي هذه الخطوات غير المسبوقة، تماشياً مع متطلبات مشاريع التطوير الكبرى الجاري تنفيذها بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، حيث يشهد الحرم المكي أكبر توسعة في تاريخه. وكانت وزارة الحج السعودية قد قررت أيضاً عدم مكوث المعتمرين في السعودية لأكثر من 15 يوماً، بسبب أعمال التوسعة الجارية في الحرم المكي.