كان عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر قد حدد اسس مشروعية السلطة السياسية في ثلاثة اسس يستمد منها الحاكم شرعية حكمه ،وهي : 1. المشروعية التاريخية : و هي مشروعية تقليدية ،انها سلطة العادات و التقاليد وقد وصفها بسلطة الامس الازلي ، و مثل لها بسلطة الاب الاكبر او الشيخ … 2. المشروعية الكاريزمية: و هي مرتبطة بالسلطة الملهمة، انها تلك المشروعية المرتبطة بشخصية الحاكم الملهم الذي يملك “الكرامات” ويمثلها الانبياء و كبار الديماغوجيين … 3. المشروعية القانونية : و هي سلطة شرعية عقلانية، انها سلطة خادم الدولة، الحاكم فيها يربط تعاقدا مع محكوميه بغية تحقيق اهداف متواضع بشانها. وكان فيبر قد اقر ان هذه السلط الثلاث نادرا ما تجتمع ، الا ان تمعن حالة السلطة السياسية بالمغرب يجد انها تجمع بين كل هذه المشروعيات بل و تنضاف اليها مشروعية رابعة ،الا و هي “مشروعية الانجازات”. بالنسبة للملكية في المغرب فهي تملك السلطة التقليدية بحكم عراقتها التاريخية ،كما تملك السلطة الكاريزمية بحكم ان الملك هو ملك لكل المغاربة و من الصعب على اي زعيم حزب سياسي أيا كانت ايديولوجيته ان يُحَصِّل الاجماع، خصوصا و ان امارة المؤمنين تضفي قيمة اعتبارية و تقريرية لمتملكها، وباستحضار عقد البيعة الذي يجدده ملك البلاد مع شعبه في شخص ممثليهم و منتخبيهم كل سنة عند الاحتفال “بعيد العرش” فملك المغرب هو رئيس للدولة بناء على المشروعية التعاقدية التي فوض له من خلالها الشعب المغربي شرف خدمته، و الاكثر من ذلك ان ملك البلاد اضحت زياراته بشير خير، لأنها تحمل انجازات يلمسها المواطن المغربي عن قرب، وهذا ما وصفناه “بمشروعية الانجاز” التي تنضاف الى المشروعيات الثلاث السالفة الذكر. مناسبة هذا الكلام هو الزيارة الملكية الاخيرة لمدينة اسفي و التي تركت انطباعا طيبا لدى ساكنة المدينة التي هبت لتحية عاهل البلاد ،خصوصا و ان هذه الزيارة دشنت لعدة مشاريع من شانها ان تحقق تنمية للمدينة و تخلق فرص شغل لساكنته النشيطة . الذي لامسته الساكنة قبيل الزيارة و هو الحركة الدؤوبة التي عمت كل احياء المدينة ،و التي كانت طرقها تعاني من اعطاب الحفر التي تعايش معها السكان عن مضض،خصوصا وان الهيئات المنتخبة من مجلس بلدي و مجلس اقليمي و جهوي اخلفت وعودها ولم تعد قادرة الا على لوك خطاب عجز الميزانية وارتفاع المديونية . أما عن المنتخبين فقد لاكوا الكثير من الكلام و قدموا الكثير من الوعود و رفعوا سقف طموحهم الا انهم خذلوا السكان حتى ضاق صدرهم لينفرج مع هذه الزيارة التي شرفت المدينة حتى بات السكان يتمنون زيارة الملك محمد السادس كل شهر او على الاقل كل سنة ،لعل المدينة تتغير الى الاحسن . بقلم : رشيد عوبدة