سكون لا يتناسب مع نشاط المكان وحيويته. مسافرون أعياهم الوقوف فافترشوا حقائبهم في انتظار الفرج. فيما انزوت أم في ركن بقاعة الانتظار بمحطة أولاد زيان بالدار البيضاء، كي يظفر وليدها على الأقل بالغذاء بعدما فقدت الأمل في الظفر بمقعد في الحافلة. مسنات انخرطن في أحاديث جماعية. توقفهن بالمحطة الطرقية كان فرصة للتعارف بينهن، وتجزية الوقت في انتظار انحباس الزخات المطرية التي ميزت أمس الجمعة بالمحطة الطرقية بعدما انعدمت فيها حركة المسافرين. السبب هو الإضراب دعت إليه كل من الجامعة الوطنية لنقابات أرباب العمل العمومي على الطريق بالمغرب، والجامعة الوطنية للنقل الطرقي للمسافرين. «أكثر من ساعتين وانا كنتسنا! على الأقل يعلمونا!» يصرح محمد بامتعاض بدا على قسمات وجهه. كان ينوي السفر إلى حد أولاد فرج، قبل أن يعدل عن الأمر مجبرا بعدما وجد صفا من الحافلات رابضة بالمحطة. لم ينسحب وقرر الانتظار مؤقتا بالمحطة والتفكير في حل. إما التنقل مع «الخطافة» أو العودة إلى منزل الأسرة رقفة زوجته سيما بعد أن علم أن الإضراب سيستمر 48 ساعة. مهنيو النقل المضربين في شخص سعد شعيب نائب رئيس الجامعة الوطنية لنقابات أرباب العمل العمومي على الطريق السيار، عبر عن اعتذاره للارتباك الذي خلقه إضراب النقل لدى المواطنين. وأكد أن المهنيين «مجبرين على الوقوف، بعد فقدان الثقة بين المهنيين والوزارة» إثر اجتماع بين المهنيين ورازة النقل بمقر الوزارة بالرباط. اجتماع فوجئ فيه المهنيون بإعتماد الوزارة لدفتر تحملات جديد للراغبين في الاستثمار بميدان النقل الطرقي والسياحي. وهو مايرفضه المهنيون رفضا مطلقا. المهنيون يطالبون كذلك بإشراكهم في إصلاح منظومة نقل المسافرين، ورفض تحديد سن الحافلات في 15 سنة. هذا الإضراب اعتبرته الوزارة ضد الإصلاح الذي التزمت به الحكومة والأغلبية، خاصة الشق المتعلق برفض دفتر التحملات. وهو ما يؤشر على بداية شد الحبل بين عزيز الرباح و مهنيي النقل، سيما أن هذا الإضراب إنذاري، وصلت نسبة المشاركة فيه حسب سعد شعيب إلى 99 في المئة. قد تتلوه إضرابات أخرى، سيكون الخاسر فيها لا محالة هو المواطن، كما حدث أمس بمحطة أولاد زيان. أغلب المسافرين فضلوا تأجيل السفر، أو البحث عن طرق أخرى غير شرعية للنقل مع «الخطافة»، بتواطؤ مع «الكورتية».