انتهت أزمة جمهور «الجزيرة الرياضية» في المغرب، بتدخل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وهي سلطة إدارية مستقلة، مكلفة بضبط وتقنين قطاع الاتصال الذي تم تحريره في عام 2002. إذ أعلنت منح إذن تسويق بطاقات باقة «الجزيرة الرياضية» ذات الولوج المشروط لشركة مغربية جديدة.وحصلت الشركة على إذن مماثل من إدارة قناة «الجزيرة الرياضية» في الدوحة التي كانت قلقة من حالة الفوضى الحاصلة في ترويج بطاقاتها، وتبحث عن شريك جديد يسوق خدمتها بالمغرب. واستغرقت هذه الأزمة التي دفع ثمنها جمهور عشاق الكرة كثيراً من جيوبهم ما يربو على السنة، إذ لم تقم شركة التوزيع السابقة المالكة للحق الحصري في ترويج بطاقات الاشتراك والتجديد بتبليغ الهيئة العليا المعروفة اختصاراً ب «هاكا» بأن مدة العقد بينها وبين شركة توزيع إسبانية انتهت صلاحيتها في العاشر من آب (أغسطس) 2008، ما دفع أسعار الخدمة للارتفاع في شكل كبير في الأسواق السوداء، بدخول قراصنة البطاقات على الخط، خصوصاً أن الفترة تزامنت مع ارتفاع الطلب على البطاقات، بسبب موسم إجراء مقابلات البطولات الإسبانية والأوروبية لدوري أبطال أوروبا. كما لجأ باعة آخرون إلى اقتناء بطاقات «الجزيرة الرياضية» من دول عربية أخرى، كالجزائر وليبيا بأسعار أرخص، ومن ثم بيعها بهامش ربح مهم. وفرضت الهيئة العليا في حزيران (يونيو) الماضي عقوبة مالية مقدارها ثمانية آلاف دولار على الشركة المغربية التي لم تنجح في تجديد اعتمادها مع مكتب الدوحة، فضلاً عن سحب الإذن الممنوح لها بتسويق خدمة «الجزيرة الرياضية» في المغرب، بسبب إخلالها بالتزاماتها القانونية وعدم احترام بنود دفتر الشروط. وذكرت مصادر إعلامية محلية أن البطاقات التي راجت في شكل غير رسمي خلال هذه الأزمة وصلت إلى 50 ألف بطاقة، وأن الخسائر المالية كانت كبيرة أيضاً، سواء بالنسبة إلى خزينة الدولة المغربية أو بالنسبة إلى «الجزيرة الرياضية». وقد تضاعف سعر البطاقات مرتين إلى ثلاث مرات، بحسب أهمية المناسبة الرياضية. وشهدت الأسعار الرسمية لخدمة «الجزيرة الرياضية» ارتفاعاً في الموسم الحالي، على رغم أن السياسة المعلنة للباقة هي سياسة غير ربحية. وعزت إدارة الباقة رفع الأسعار إلى حصولها على عدد من الحقوق الحصرية لبطولات رياضية كبرى، أبرزها دوري الأبطال الأوروبي ودوري أوروبا لكرة القدم، ولما يقتضيه ذلك التوسع في حقوق البطولات والبرامج المواكبة من مساحات في البث، من إطلاق العديد من القنوات الإضافية لاستيعاب هذا الكم الهائل من المباريات والأحداث الرياضية الكبيرة، إذ بلغ مجموع القنوات المشفرة ثماني قنوات، بالإضافة إلى القناتين المفتوحتين والقناة عالية الجودة.