الكارثي أن ثمن الجزر سيرتفع خلال الأيام المقبلة وهذا أمر يجب أن يقلقنا جميعا فتوى أخرى تنضاف إلى فتاوى البرلماني السابق وصاحب «الكريمات» عبد الباري الزمزمي، فقد أجاز هذه المرة لبني البشر، من النساء والرجال، استعمال الأدوات الجنسية (...). وقد استعان الزمزمي في حوار له مع أسبوعية «الأيام» بفتوى قديمة تبيح للمرأة استخدام القنينات والجزر للتخفيف عن نفسها. هكذا، انتشرت خلال بداية الأسبوع الماضي على الشبكة العنكبوتية هذه الفتوى المبدعة للمفتي والبرلماني السابق عبد الباري الزمزمي. بعد الفتوى التي تبيح للرجل ممارسة الجنس مع زوجته المتوفاة، ها هي ذي فتوى جديدة تذكرنا بمدى هوسنا بالجسد والجنس. فتوى جديدة تذكرنا بحاجتنا الماسة إلى مواكبة نفسية جماعية تداوي ما فينا من كبت وأمراض مزمنة تجعلنا نرى الأجهزة التناسلية في سلاّت الجزر وفي قنينات الماء الفارغة. خضت في ما بعد نقاشات كثيرة مع العديد من الأصدقاء والصديقات والزملاء والزميلات متسائلين عن السبب الذي جعل الزمزمي يكتفي بالجزر ولا يتحدث مثلا عن الخيار وعن الفقوص وعن الموز. ثم، لماذا لم يضف السيد البرلماني السابق إلى القنينات وسائل أخرى كالعكاكيز مثلا وعصي «الشطابات» و»الكراطات»؟ ولماذا نسي أن يحدد إن كان حجم القنينات الشرعية محدد مسبقا أم لا؟ هل يتعلق الأمر بقنينات من حجم لتر واحد أم لترين مثلا؟ فارغة أم مملوءة؟ بغطاء أم من غير غطاء؟ يجب طبعا أن نوضح الصورة لنساء أمتنا لكي نتبع طريق الهدى. شيخنا الجليل لم يقل أيضا إن كان الأمر جائزا شرعا فقط بالنسبة إلى النساء المتزوجات، أم أن استعمال الجزر والقنينات حلال أيضا بالنسبة إلى العذارى البريئات الراغبات في تذوق هذه المتعة «البيو». في الغد، وفي برنامج إذاعي مباشر، أضاف عبد الباري الزمزمي، إلى جانب الجزر والقنينات، يد «المهراز». الحقيقة أن شيخنا الجليل لم يحدد إن كان الأمر يتعلق ب «المهراز» الخشبي أم ب «مهراز» النحاس (يبدو أن للنحاس آثارا سلبية على جلد الجهاز التناسلي للمرأة، حسب بعض المجربات). لم يوضح الزمزمي أيضا إن كان طرفا يد «المهراز» جائزين شرعا أم أن الطرف الأيمن أبرك، مثلا... إنها مسألة تحديد للمواقف لا أكثر، لكي نوضح الحلال من الحرام. الكارثي في كل هذا أن ثمن الجزر سيرتفع خلال الأيام القليلة المقبلة... وهذا أمر يجب أن يقلقنا جميعا. أتذكر أيضا، في هذا الصدد، أن لوالدتي «مهرازا» جميلا من النحاس قد أكسب منه المال الكثير إن قررت، في الآتي من الأيام، كراءه لنساء أمتي الراغبات في المتعة الحلال – البيو. ثم أني أعرف الآن لماذا اختفى «المهراز» من مطبخ أغلب نساء بلدنا. ابحثوا عنه في غرف النوم وفي الأقبية السرية من فضلكم. لكن، وفي إطار المساواة بين المرأة والرجل، على عبد الباري الزمزمي أن يجد بديلا حلالا للرجال الذين يريدون التخفيف عن أنفسهم بطريقة إسلامية. هل سيستعملون «المهراز» (الذي أصبح فجأة بدون يد) مثلا؟ إنه فعلا لأمر مستعجل أن نجد حلولا سريعة تبعد رجالات أمتنا السعيدة عن الحرام والمعصيات. على شركة "فيسبوك" أيضا أن تدمج هذا المعطى الديني الجديد في صفحاتها. إلى غاية اليوم، يقترح الموقع الاجتماعي على مستعمليه لائحة حصرية من العلاقات العائلية: "متزوج"، "أعزب"، "مطلق"، "في حالة عاطفية معقدة"... على "فيسبوك" اليوم أن يضيف اختيارات جديدة إلى لائحته: "خيزو" (محكوك؟ مقطع إلى شرائح سميكة؟ مقطع إلى شرائح رفيعة؟...)، "قرعة" (من حجم لتر واحد؟ من حجم 500 سنتلتر؟ من حجم 250 سنتلترا؟ من حجم لترين؟...)، يد "المهراز". كل هذا يحدث في وقت انتحرت فيه، منذ أيام قليلة، قاصر تعرضت للاغتصاب وتم، باسم القانون، تزويجها من مغتصبها. أفكر في حالة أمينة، وأتساءل عما قد يقوله الشرع إن قررتُ أن أُلبِسَه بذلة عبد الباري الزمزمي. ماذا سيفتي علينا برلمانينا السابق والمحترم في حالة اغتصاب جماعي مثلا؟ مَن مِن المغتصبين سيتزوج الضحية لكي يتفادى دخول السجن؟ قد يأتي علينا قاض (كذلك الذي أشار على والدي أمينة بتزويجها من مغتصِبها تفاديا للشوهة والعار) لكي يفتي بأن نزوجها لكل مغتصبيها على التوالي: زواج، دخول (إذ لا بد أن يدخل بها)، فطلاق. زواج، دخول، فطلاق... إلى أن ينجو كل مغتصبيها من السجن، باسم القانون وباسم الشرع وباسم الفتاوى الخلاقة. ستأتي علينا طبعا وزيرة متحمسة لكي تقول إن زواج الفتاة من مغتصبيها، على كثرتهم، قد يكون في صالحها أحيانا. وسيأتي علينا وزير آخر، ليذكرنا بأن للمجتمع المغربي عادات وتقاليد على المُشرّع أن يتفهمها ويحترمها حين يصدر القوانين... وسنأخذ يد "المهراز"، لا لكي نخفف بها عن أنفسنا، لكن لكي نضرب بها على رؤوسنا التي ملت من هذا التخلف الشديد الذي يغلفنا شيئا فشيئا.