إنه بقدر ما ندخل في عالم الإنترنت ، نجد أنه قرب المسافات و سهل عملية الإتصال و التواصل بطريقة أكثر تفاعلية إذ جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة ، الأمر الذي يجعلنا نقول بأن هذا الجيل هو الجيل الرقمي بإمتياز . و في هذا الصدد يقول إبراهيم حمداوي أستاذ علم الإجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بتطوان " أنه يمكن أن نسجل مفارقة غريبة بين هذا الجيل و الأجيال التي سبقته ، بحيث أن الجيل الحالي يتقن إستعمال الشبكة العنكبوتية بطريقة سهلة تنم عن تنشئته الحديثة و المتوازية مع تكنولوجيا المعلومات السريعة الإستهلاك ، الأمر الذي يجعل مجاله مجال تواصل بإمتياز " . وما دامت تكنولوجيا المعلومات إخترقت العالم ، فإن الإعلام الإلكتروني الذي إنبتق من الثورة التكنولوجية و الرقمية المعاصرة فرض نفسه في الساحة الإعلامية كمنبر و كإعلام جديد ينافس غريمه التقليدي المتمثل في الإعلام المكتوب و الورقي ، و الدليل على ذلك هو أن الصحافة الإلكترونية تؤسس لملايين من المنابر الإعلامية المتخصصة في جميع المجالات ، فمن جانب هناك مواقع إخبارية و صحفية تجدد مدارها على رأس كل ساعة و مواقع إعلامية للبيع و الشراء و الإشهار و ما إلى ذلك و مواقع صحة و مجتمع و رياضة و جمال ... من جانب أخر . و الأمر الأخر الذي زاد من توجه الأفراد للإعلام و الصحافة الإلكترونية على حساب الورقية هو تفاعلها الآني و إستخدام الصوت و الصورة بطريقة سريعة و سهلة ، لذلك لا غرابة في الأمر إن قلنا أنه لا توجد معطيات محددة للإحصاء المواقع والمنابر الإعلامية و الصحفية الإلكترونية . هذا و يعود ظهور الإعلام الإلكتروني إلى أوائل تسعينات القرن الماضي ، كما يعود صدور أول نسخة إعلامية إلكترونية في العالم إلى مطلع سنة 1933 و هي الصحيفة الإلكترونية الأمريكية ' سان جوزيه ميركوري ' . و قد أجريت في هذا المجال مجموعة من الدراسات تؤكد على تزايد نسبة قراء الصحف الإلكترونية من 9 في المائة سنة 2006 إلى 14 في المائة سنة 2008 ، هذه الزيادة تضاهي أكثر من تلت قراء الصحافة الورقية المكتوبة . أما على المستوى العربي فتعد صحيفة ' إيلاف ' التي صدرت في لندن عام 2001 أول صحيفة إلكترونية عربية ، وبهذا تزايد عدد مستخدمي الإنترنت المتكلمين باللغة العربية بحسب إحصاء عام 2007 بنحو 28.5 مليون ، أي ما يناهز 2.5 في المائة من تعداد المستخدمين في العالم ، إلا أن هذا العدد عرف وثيرة سريعة جدا ما بين سنة 2000 و 2007 حيث بلغت نسبة النمو ما يقارب 931.8 في المائة ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مستقبل جيد للإعلام الإلكتروني في العالم العربي . أما في بلادنا المغرب و على المستوى الوطني – وهذا مايهمنا – فقد دافعت شريحة كبيرة على الإعلام الإلكتروني قصد وضع قانون معترف به من طرف الدولة المغربية يحمي الإعلاميين في هذا المجال ، فتأسست في أقل من سنة و نصف ' الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية ' و ' النقابة الوطنية للصحافة الإلكترونية ' و ذلك قصد ترسيخ مبادئ الإعلام الجديد و الدفاع عن أخلاقيات المهنة . و تفيد معطيات مهمة لموقع الإحصاءات على الإنترنت " إنترنت وورلد ستات " بأن المغرب يحتل المرتبة الثانية في بلدان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط بعد مصر في عدد مستخدمي الإنترنت ، مما يعني أنه يوجد في المغرب ما يقارب 10.44 مليون مستخدم للإنترنت ، أي بنسبة تقدر ب 33 في المائة من المغاربة الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية بنسبة نمو كبيرة جدا في العشر سنوات الأخيرة ، و يكفي أن نذكر على سبيل التوضيح بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية الوطنية و الجهوية كبلادي بريس و هبة بريس و هسبريس ونيوز و بريس تطوان و غيرها من المواقع التي تستقطب ملايين الزوار في الساعة الواحدة . ونظر لإتجاه العالم للإعلام الإلكتروني فقد تنبأ مجموعة من الباحثين في هذا المجال بزوال الصحافة الورقية والمكتوبة على حساب الصحافة الإلكترونية و ذلك راجع إلى الإنخفاض الكبير التي عرفته و ستعرفه نسبة المبيعات و القراء التي بدأت في التراجع يوما بعد يوم . فهل سنتحدث في يوم ما عن انقراض الإعلام الورقي أو ما يسمى بالإعلام التقليدي ؟