انخفضت أسعار الاتصالات في المغرب بمعدلات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي، بسبب منافسة قوية تخوضها ثلاث شركات للاتصالات تحتكر السوق، مع ارتفاع قياسي في عدد المشتركين في الهاتف الجوال. وتشير إحصائيات «الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات» (مؤسسة حكومية تشرف على القطاع) أن متوسط سعر مكالمات الهاتف الجوال هبط بنسبة 40 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. كما هبط سعر الإنترنت من الجيل الثالث بدوره بنسبة مماثلة. في حين هبط سعر الهاتف الثابت بنسبة 14 في المائة تحت ضغط منافسة الهاتف الجوال، وهبط سعر الإنترنت عالي التردد (ADSL) بنسبة 11 في المائة خلال الفترة نفسها. واستمر سوق الهاتف الجوال في التوسع رغم تشبع السوق المغربية، وعرف عدد المشتركين في خدماته ارتفاعا بنسبة 9.4 في المائة خلال هذه الفترة ليبلغ 35 مليون مشترك في منتصف السنة الحالية مقابل 32 مليون مشترك في منتصف العام الماضي، أي إن عدد الاشتراكات في الهاتف الجوال، أكثر من عدد السكان، حيث تشير إحصائيات رسمية أن عدد سكان المغرب في حدود 33 مليون نسمة، وبلغت نسبة تلبية حاجيات السوق في منتصف العام الحالي 108.66 في المائة. كما توسع الاستعمال الفردي للهاتف الجوال، نتيجة العروض المغرية للشركات الثلاث («اتصالات المغرب» و«ميديتل» و«إنوي») والتي أصبحت تتنافس في مضاعفة رصيد المكالمات ثلاث وأربع مرات بدل مرتين، إضافة إلى انخفاض الأسعار تحت ضغط المنافسة. وارتفع معدل استعمال الهاتف الجوال خلال هذه الفترة بنسبة 46 في المائة. وأشار تقرير وكالة تقنين الاتصالات إلى أن مدة متوسط المكالمات لكل مشترك ارتفعت إلى 55 دقيقة في الشهر منتصف العام الحالي مقابل 38 دقيقة منتصف العام الماضي. وتواصل شركة «اتصالات المغرب» الاستحواذ على حصة 48.6 في المائة من سوق الهاتف الجوال، رغم المنافسة الحادة من طرف الشركتين الناشئتين «ميديتلكوم»، التي بلغت حصتها 32.4 في المائة، و«إنوي» التي استطاعت أن تكتسح السوق وأن تصل إلى حصة 19 في المائة بعد عام ونصف عام فقط من انطلاقها، وعلى الرغم من توسع «اتصالات المغرب» فإن خدماتها عرفت بعض التراجع في الفترة الأخيرة، كما أن إضرابات العاملين بها أثرت على صورتها في السوق. أما الهاتف الثابت فيعتبر أكبر متضرر من توسع الهاتف الجوال. فرغم انخفاض سعر مكالمات الهاتف الثابت بنسبة 14 في المائة خلال هذه الفترة، فإن معدل استعماله عرف بدوره انخفاضا بنسبة سبعة في المائة، وهبط إلى 131 دقيقة في الشهر، في حين ظل عدد المشتركين في حدود 3.64 مليون مشترك، 65 في المائة منهم مشتركون في خدمات الهاتف الثابت ذي التنقل المحدود (في دائرة 35 كيلومترا). وعرف سوق الإنترنت بدوره توسعا بنسبة 9 في المائة خلال هذه الفترة، وبلغ عدد المشتركين في خدمات الإنترنت بالمغرب 2.34 مليون مشترك في منتصف العام الحالي، 77.5 في المائة منهم مشتركون في إنترنت الجيل الثالث. وتهيمن شركة «اتصالات المغرب» من دون منازع على سوق الإنترنت عالي التردد (ADSL)، الذي يمثل 25 في المائة من السوق، بينما المنافسة شديدة في سوق الجيل الثالث، والذي تستحوذ «اتصالات المغرب» فيه على حصة 44.7 في المائة، وتسيطر «إنوي» على حصة 30.8 في المائة، و«ميديتليكوم» على حصة 24.5 في المائة.