خبير اسباني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية قال إن الجبهة خسرت الحرب بعد تشييد الجدار الامني عبد الحكيم اسباعي- جريدة الصباح : اعتبر مدير المعهد الإسباني للدراسات الإستراتيجية التابع لوزارة الدفاع، الجنرال ميغيل أنخيل بايستيروس أن الحرب التي تلوح جبهة البوليساريو بشنها مجددا ضد المغرب، تدرك الجبهة مسبقا بأنها من الصعب أن تخوضها لأن المواحهة العسكرية سيحسمها الاخير لصالحه. وفي الوقت الذي اعتبر بعض المراقبين هذه الدعوة الجديدة لدق طبول الحرب مؤشرا محتملا لمواجهة عسكرية بين الطرفين، أوضح باييستيروس، في تصريح حديث لوكالة الأنباء الاسبانية (ايفي)، بان جبهة البوليساريو قد خسرت الحرب فعليا سنة 1987 عندما انتهى المغرب من تشييد الجدار السادس لمنع الهجمات العسكرية التي تشنها من داخل الصحراء أو من الحدود مع الجزائر، ما يعني ضرورة " التخلي عن الحل العسكري، لصالح البحث عن حل عبر المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة". وأعرب الخبير الاسباني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية عن اعتقاده بان إسبانيا وأوروبا يفضلان حل النزاع عبر التوصل لاتفاق بين الطرفين، ما سيمكن بالمقابل من تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، ويحول دول المنطقة المغاربية إلى سوق كبير لجذب الشركات الأوروبية، غير أن المسؤول الاسباني شدد في الوقت نفسه على أن الحل لهذا الصراع سوف يكون معقدا ولن يتم على المدى القصير بسبب انشغال المنتظم الدولي بقضايا أخرى. وكانت جبهة البوليساريو قد زعمت أخيرا أنها مستعدة للعودة إلى ما تسميه "الكفاح المسلح"، لامتلاكها السلاح والرجال، الخيار الذي وصفته بأنه يلقى التأييد من "الشعب الصحراوي بأكمله"، أمام تواطؤ وصمت ولا مبالاة المجتمع الدولي. وفي خضم التصريحات التي أطلقها مسؤولو البوليساريو بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون، كشفت مصادر اسبانية عن تحركات ميدانية استفزازية قامت بها مئات من وحدات " قوات الاحتياط " التابعة للجبهة انطلاقا من صحراء الجزائر، باتجاه شرق الجدار الأمني. وذكرت المصادر ذاتها، أن قوات البوليساريو تتحرك على متن شاحنات عسكرية، مجهزة بالعتاد وعلى أهبة الاستعداد للحرب، مضيفة أن عناصر " قوات الاحتياط " في طريقها للالتحاق بباقي الوحدات القتالية التابعة للبوليساريو المرابطة بالمنطقة العازلة التي تصفها البوليساريو بالمناطق " المحررة " . ونقلت ذات المصادر عن أحد عناصر " قوات الاحتياط " التابعة للشرذمة الانفصالية المدعومة من الجزائر، قوله إنهم على استعداد لشن الحرب على المغرب، وينتظرون الأوامر لخرق وقف إطلاق النار، والذي أصبح ساري المفعول منذ تسعينيات القرن الماضي.