تجاوز الخصاص الاجتماعي وتحسين الموقف من الأمازيغية وتنزيل خطاب تخليق الحياة العامة 02-12-2011 11:57 يوسف الساكت : الصباح ينطوي اختيار الملك محمد السادس ميدلت، مكانا لاستقبال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الفائز في انتخابات 25 نونبر الماضي، وتعيينه أول رئيس للحكومة في ظل الدستور الجديد، على ثلاث دلالات كبرى، على الأقل، نوجزها في ما يلي: أولا، تزامن حدث تعيين عبد الإله بنكيران مع إطلاق المراسيم الرسمية للسنة الرابعة عشرة من الحملة الوطنية للتضامن ضد الفقر، تقليدا أطلقه الملك محمد السادس منذ وصوله إلى العرش، لحث المغاربة على قيم التضامن والمساهمة المالية لدعم الأنشطة والمشاريع التي تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة ملايين المحتاجين. وتبرز هذه الرسالة، في الحدث والمكان، المهام الكبرى المطروحة على الحكومة المقبلة في مجال محاربة الفقر وتقليص حجم الخصاص الذي يعانيه عدد من مناطق المغرب العميق في مجال البنيات التحتية والمشاريع المدرة للربح والتصدي للهشاشة. تضاف إلى ذلك الرغبة في إجراء نوع من التقييم للسياسات العمومية في قطاعات اجتماعية أساسية، مثل التعليم والصحة والسكن والتشغيل والتضامن لأهميتها في سلم التزامات الحكومة عند تنصيبها، والتركيز عليها كقطاعات إستراتيجية من منظور التنمية الاجتماعية والبشرية، وارتباط الحراك السياسي وتواتر الاحتجاج بمردودية الفعل العمومي/ الحكومي بالقطاعات الاجتماعية. الدلالة الثانية تتعلق بالمسألة الأمازيغية، إذ اختار جلالة الملك إحدى قلاع المغاربة الأمازيغ لتعيين أمين عام حزب ظل يناصب بعض «العداء» للغة والهوية الأمازيغيتين، سواء في شكل مواقف مبنية على تقييم رصين لمشروع إحياء التراث الثقافي الأمازيغي (دراسة لسعد الدين العثماني عاب فيها على الأمازيغيين ترويجهم خطابا يناقض كل ما هو عربي أو إسلامي)، أو في شكل فقاعات إعلامية شعبوية، إذ لن ينسى ناشطو الحركة الأمازيغية تصريحا سابقا لعبد الإله بنكيران شبه فيه حرف تيفيناغ ب «الشينوية» (اللغة الصينية). الرسالة المرتبطة بهذا البعد تتعلق بنوع من التذكير بجدية الخطاب الرسمي حول مشروع رد الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين الذي انطلق، قبل سنوات، بمنطقة أجدير وتواصل بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ولم ينته بالترسيم الدستوري للغة الأمازيغية. الدلالة الثالثة من تعيين رئيس الحكومة الإسلامي تتعلق بالمدينة نفسها التي شهدت السنة الماضية ضجة كبيرة حين ضبط رئيس بلديتها (محمد حنيني المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية)، بالصوت والصورة، يتلقى رشاوي، بمعية رئيس لجنة المالية بالمجلس نفسه، لتسهيل صفقة عمومية، إذ تم القبض عليه، في غشت ما قبل الماضي، بالبيضاء، وأحيل على الوكيل العام للملك بتهمة تكوين عصابة إجرامية والارتشاء واستغلال النفوذ. إنها رسالة تخليق الحياة العامة وتكثيف الجهود في الحكومة المقبلة للتصدي لكل أشكال الفساد وإفساد الحياة العمومية ومحاربة الرشوة بكل أنواعها لتحسين مؤشرات المغرب على هذا المستوى، كما ينطوي تنزيل خطاب تخليق الحياة العامة على أرض الواقع على دلالتين جزئيتين: تتعلق الأولى باختبار برنامج العدالة والتنمية المؤسس في جزء كبير منه على البعد التخليقي ومكافحة الفساد، والثاني بوضع دسترة الهيأة الوطنية لمكافحة الرشوة ومجلس المنافسة على المحك