أحالت الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن الوطني بميدلت، أول أمس الاثنين، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة فقيهين اثنين أمر ممثل النيابة العامة بإيداعهما بالسجن المحلي و متابعتهما في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالنصب بادعاء استخراج كنوز. "لفقيهين كانا قد طرقا باب منزل أحد ساكنة عاصمة التفاح "طالبين ضيف الله"، و هو ما لم يتردد الرجل في الاستجابة له فقام بالواجب و أكرم ضيفيه، و على مائدة العشاء فاتحاه في سبب زيارتهما للمنطقة، قائلين أنهما فقيهين ينحدران من تيزنيت و أنه و بعد بحث دام شهورا طويلة تمكنا، اخيرا، من تحديد مكان كنز تُقدَّر قيمته بحوالي قنطارين من الذهب الخالص مرصود بمكان لا يعلمه أحد آخر غيرهما، وان كل ما كان ينقصهما هو إحضار المفاتيح و الطلاسم التي لا يفتح الكنز من دونها، و التي يعلمان بما أعطاهما الله من العلم أنها داخل صندوق مدفونبجبال المنطقة... و أضاف الفقيهين أن خطتهما لإحضار "السورات" و استخراج الكنز كادت أن تتعثر بعد أن ضاع منهما أثناء الرحلة ما كان معهما من مال يستعينان به على السفر، لولا أن الأقدار قادتهما إلى باب مضيفهما الذي أحسن استقبالهما، و أنهما و لأجل رد الجميل يقترحان عليه مرافقتهما لاستخراج الصندوق الذي توجد به مفاتيح و طلاسم الكنز، و هو العرض الذي وافق عليه مضيفهما بعد تردد قصير.. و مع غروب شمس اليوم الموالي، كان الثلاثة يغادرون ميدلت متجهين نحو الجبال على الطريق المؤدية إلى الريش، و ما هي إلا دقائق معدودات حتى كانوا بالموقع الموعود، ليشرع بعدها أحد الفقيهين في الحفرالذي سرعان ما كشف لهم عن صندوق معدني، ما إن فتحوه حتى وجدوا بداخله مفاتيح و رقعة جلدية مكتوب عليها عبارات و طلاسم، فحملوا الصندوق عائدين من حيث أتوا، عندما اعترض طريقهم فجأة حارس غابوي سألهم عما يفعلونه هناك في تلك الساعة المتأخرة من الليل، و قبل أن يلقى منهم جوابا كان قد انتزع الصندوق من يد الفقيه... وهنا لم يجد الثلاثة بُدّا من الاعتراف للفوريستي بسر صندوق المفاتيح عارضين عليه أن يسلمهم الصندوق مقابل تمكينه من نصيبه من الكنز، لكنه رفض العرض و تشبث بإبلاغ السلطات المختصة بأمرهم، دون أن يثني ذلك من عزيمتهم فواصلوا الإلحاح عليه حتى لا تضيع منهم فرصة الأمر إلى أن وافق أخيرا مشترطا عليهم تسليمه عشرين مليون سنتيم مقابل الصندوق، و هو ما وافقوا عليه على الفور حيث تكفل الضحية بتمويل الصفقة مع الفوريستي الذي رافقهم إلى منزل الرجل بميدلت و هناك سلمه هذا الأخير مبلغ خمسة ملايين، ضاربا له موعدا بعد يومين لتسليمه باقي المبلغ... و في انتظار حلول الموعد مع الحارس الغابوي، لم يتمالك الرجل نفسه و باح لصديق له بسر كنز الفقيهين و صندوق المفاتيح الذي يحتفظ به الفوريستي كرهن في انتظار تمكينه من باقي المبلغ، لكن صديقه و عوض أن يشاركه فرحته نبهه إلى أنه ربما يكون قد سقط ضحية عملية نصب متقنة، دون أن يكون التحذير كافيا لإقناعه بالتخلي عن حلم السعي وراء الكنز الموعود بل أصر على تصديق كلام الفقيهين و المفاتيح التي رآها بعينيه داخل الصندوق المعدني. و أمام إصراره تَقدَّم الصديق للمصالح الأمنية المختصة لإبلاغهما بشكوكه في أن يكون صديقه يتعرض لعملية نصب، قام على إثرها أفراد من الشرطة القضائية باقتياد الفقيهين إلى مقر المصلحة الأمنية للتحقيق معهما حول قصة الكنز الذي يزعمان أنهما يحملان سره، سرعان ما اعترفا على إثرها أن الأمر لا يعدو أن يكون خدعة نصباها للضحية بتعاون مع شركيهما الذي لعب دور الفوريستي بغرض الاستيلاء على العشرين مليون سنتيم من ضحيتهما الذي أعماه الطمع، و بناء على اعترافاتهما تم تقديمهما للنيابة العامة و إصدار مذكرة بحث وطنية في حق الفوريستي المزيف.