تعرف مناطق الأطلس الكبير بصفة عامة أمطاروعواصف رعدية خلال فصل الصيف؛نظرا للتغيرات المناخية الفجائية الطارئة؛حيث ارتفاع درجة الحرارة في الصباح مع ظهور الغيوم الرعدية بعد الزوال بشكل متسارع نظرا لتصادم التيارات الهوائية الحارة القادمة من الصحراء والهضاب المحادية لهذه السلسلة الجبلية بنظيرتها الباردة التي تسود في القمم العالية مما يؤدي الى تكون زخات رعدية على شكل "برد" في غالب الأحيان .وهذه الظاهرة المناخية تعم كل انحاء الأطلس الكبير .وتعد جهة الاطلس الكبير الشرقي أكثر المناطق تضررا من جراء هذه الظاهرة الجغرافية الطبيعية خاصة القرى المتواجدة بمنا بع نهر زيز مثل قرية أفراسكو والقرى المجاورة لها التي تظل دائما مهددة خلال فصل الصيف حيث تبدأ هذه الظاهرة المناخية في البروز مباشرة بعد حلول الصيف وانطلاقا من شهر يونيوالى اواخر شهر شتنبروهي الفترة الزمنية التي تصادف انتاج أهم المحاصيل الزراعية بالمنطقة ونظرا لسيادة المناخ الجبلي بالمنطقة الذي يتسم باعتدال الحرارة خلال فصل الصيف فا ن موسم الحصاد يتأخر بهذه القرى الى شهر يوليوز وغشت مما يؤدي الى اتلاف محصول الحبوب الغذاء الرئيسي للسكان الشيء الذي يضاعف في حاجتهم وفقرهم اذ تضاف كلفة شراء الدقيق الى جيوبهم الفارغة؛كما تتلف ايضا بعض المزروعات المعاشية والتسويقية مثل الفاصوليا والبطاطس اضافة الى المزروعا ت العلفية كالذرة والفصة.... الشيء الذي يثقل كاهل فلاحي المنطقة حيث يضطرون الى اخذ الديون من اجل شراء الأعلاف من الشعير والشمندر وغيرها لانقاد الماشية من الهلاك باعتبارها اهم مورد فلاحي للساكنة المحلية بالمنطقة. ان خطر الفيضانات لايقتصر على اتلاف المزروعات فقط وانما يهدد الفلاحين في أرضهم حيث تؤدي تلك الأمطار الرعدية الى انجراف التربة وتقليص من المساحات الصالحة للزراعة بعد غمر الحقول بالحصى والأحجار ؛واجتثا ث الاشجارخاصة الجوز والتفاح من الجذور بفعل الانجراف؛مما يجعل العديد من الاسر تتخذ البديل الصعب المتمثل في الهجرة نحو المدينة كخيار أخير امام واقع التهميش والاهمال والنسيان الذي تعرفه المنطقة. ان معالجة المشاكل التي تعاني منها المدينة في المغرب مثل الاكتظاظ والبناء العشوائي واستفحال الجريمة داخل الأحياء الشعبية ينطلق من الاهتمام بالعالم القروي وجعله صلب اهتمامات الدولة من أجل جعل البادية المغربية منطقة استقطاب وليس نطاقات النفور خاصة قرى الاطلس الكبير الشرقي التي لم تستفيد بالشكل الكافي من برامج التنمية البشرية.وأين وزارة الفلاحة ومخطط المغرب الأخضر؟ اين أهداف ومرامي تنمية العالم القروي التي في الحقيقة برامج فضفاضة مقرونة على صفحات الأوراق وغائبة في أرضية الواقع. من الواجب على الوزارات الوصية التفكير في حلول لمشكل الفيضانات المزمن الذي تعاني من منطقة ألأاطلس الكبير الشرقي بشكل دوري للتخفيف من حدة الأضرارالناجمة عن العواصف الرعدية التي تعرفها هذه الناحية في عموميتها لاسيما القرى التي تحتضنها السفوح الجنوبية والشمالية لجبل العياشي وذلك بتشييد السدود التلية وتشجير جوانب الشعاب والأودية مع تشجيع الساكنة للقيام بأنشطة موازية خاصة تربية المواشي وانشاء جمعيات فى هذا المنحى .مع التفكير في ادخال منتوجات ومزروعات جديدة والتي تلائم مناخ المنطقة ؛وليأخذ شعار مخطط المغرب الاخضر موقعه الحقيقي في ميدان الاصلاح الزراعي بانزاله من صفحات الأوراق الى أرضية الواقع على وزارو الفلاحة الاهتمام بالبادية المغربية التي تسود فيها الزراعات المعاشية التقليدية والعمل على عصرنتها وذلك لوضع الحد للهجرة نحو المد ينة او على الاقل التخفيف منها لأن الحديث عن تنمية حقيقية وطنية وشعبية لن تتم الا بتحقيق توازن تنموي عمرانى وعلى مستوى البنيات التحتية بين القرية والمدينة. امضاء:عدي الراضي.